جسد يتوارى خلف ملابس سوداء، ووجه تتعمد صاحبته إخفاءه، كلما اقترب أحدهم منها طلبت منه المساعدة، وهى تبرر طلبها بقولتها الحزينة «الوابور هب فى وشى وبوظه، ساعدونى أعمل عملية تجميل عشان أتجوز وأبقى أم». تتذكر ألسنة اللهب المشتعلة فى ملابسها وصرخات الألم تقطع صمت شارع الوحدة فى إمبابة، وكأن ما حدث كان بالأمس رغم مرور عامين. خرجت والدتها وشقيقتها الكبرى لزيارة أحد الأقارب، تاركين هناء عبدالعزيز (26 سنة) وحدها لإعداد وجبة الغداء. محاولات مستميتة بذلتها الشابة لإشعال «الوابور»، غير أنه انفجر فجأة «النار مسكت فى جسمى وحواليا ناس كتير بيطفونى، وماصحيتش إلا وأنا جسمى محروق»، مضيفة «كنت بصرف على البيت وباشتغل فى كذا حاجة بابيع وباشترى، دلوقتى الناس بتخاف من منظرى ومابيرضوش يخدوا منى حاجة». «أنا بنت بنوت» جملة لا تمل «سناء» من ترديدها، تتمنى أن يتغير حالها، فبعد عامين من مد اليد، لم تجمع سوى ثمن المراهم والأدوية «نفسى أجمع فلوس العملية وأرجع زى ما كنت عشان أبقى أم».