بعد أيام من أزمة عنصرية ضارية، خرج على شعبه يقول لهم «أدعوكم إلى السلام والهدوء» آخر ما انتظره الشعب الأمريكى من رئيسهم ذى الأصول الأفريقية أن يطالبهم بهدوء غاب عنهم بسبب مقتل شاب أسود على يد ضابط أبيض اللون، 8 أيام عاشتها الولاياتالمتحدةالأمريكية فى معارك ضارية بين الشرطة والمواطنين لم يتحدث خلالها باراك أوباما إلا بتلك الكلمات البسيطة، وكأن ما حدث فى مدينة «فيرجسون» بولاية «ميزورى» بقتل مايكل براون «الأسود» على يد ضابط شرطة «أبيض» أمر لا يستحق عناء خطاب تضامن أو كلمات تعازٍ. من مقر إجازته الصيفية فى «ماساتشوستس» خيب «أوباما» كل الظنون التى كانت تتوقع رد فعل أقوى، ليس فقط لأنه أول رئيس أمريكى أسود، بل لأنه أول رجل نسى معه الشعب الأمريكى العنصرية فأعطوه أصواتهم بثقة ورسموا على حكمه آمالاً عريضة، خاصة فى أوساط الأمريكيين ذوى الأصول الأفريقية، فى استرداد مكانتهم فى المجتمع الأمريكى، إلا أنه مع أول أزمة عنصرية يتعرض لها «السود» لم يتخذ «أوباما» أى إجراءات ضد قاتل الشاب الأمريكى، ولم يكلف نفسه عناء قطع إجازته تاركاً الأمر بيد الشرطة. من الانتصار إلى الخزى، مرحلة يراجع فيها المواطنون الأمريكيون، خاصة ذوى البشرة السمراء، أنفسهم تجاه رئيسهم الذى نصروه فخذلهم، «أوباما» الذى وصل إلى حكم أكبر دولة فى العالم اعتبره من يشبهونه أن وصوله هو انتصار شخصى لهم بعد عصور من الاضطهاد العنصرى، بل إن كل سكان القارة الأفريقية من أصحاب البشرة السمراء علقوا الكثير من الآمال على «أوباما» فى أن يجعل العالم لا ينظر إليهم نظرة دونية باعتبارهم فئة أقل، لكنه خيب آمالهم أيضاً ولم يلتفت إليهم. وفقاً لاستطلاع أجرته شبكة «فوكس نيوز» فى مايو الماضى، وصلت نسبة مؤيدى «أوباما» فى الولاياتالمتحدة إلى 45% من بين جميع الناخبين المسجلين، بينما ارتفعت هذه النسبة إلى 86% من بين الناخبين السود، ولكن وفقاً للتقرير ذاته، فإن الكثير من هؤلاء السود عانوا من إدارة «أوباما» منذ وصوله إلى المكتب البيضاوى قبل ما يقرب من 5 سنوات. ولم يكن الاستياء من «أوباما» بسبب تجاهله الأزمة تلك فقط، بل زاد الغضب تجاهه بسبب تزايد نسبة البطالة بين السود إلى 36.8% فى الوقت الذى انخفضت فيه إلى 6.3% فى أوساط البيض. الرئيس رقم 44 للولايات المتحدة لم يكن على قدر الآمال التى علقت على كاهله، ويصفه البعض بأنه «رئيس أبيض فى جسد أسود»، موجهين الاتهامات إليه بعدم الالتفات إلى قضية السود والأحداث العنصرية التى تقع من حين لآخر فى الولاياتالمتحدةالأمريكية.