لا أستطيع أن أخفي إعجابي بالرئيس الأمريكي باراك أوباما . فهو نموذج للإرادة وإثبات الذات والسباحة ضد التيار العاتي . من كان يمكن أن يتخيل أن يأتي اليوم الذي يحكم فيه هذه الدولة المتجبرة واحد من ذوي الأصول الأفريقية ! بل إن أوباما ليس من أحفاد العبيد الأوائل الذين وصلوا إلي السواحل الأمريكية في بدايات جلب العبيد من القارة السوداء والذين عاشوا بعد ذلك ضمن نسيج المجتمع الأمريكي، مع التحفظ فيما يتعلق بالتمييز العنصري . جاء أوباما من فرع أفريقي قريب، من أب كيني كان يدرس في الولاياتالمتحدة في بداية الستينيات . ومع ذلك حقق أوباما ما يشبه الإعجاز بفوزه الصعب في مجتمع كان حتي وقت قريب نموذجا للتفرقة العنصرية . تغلب أوباما علي صعاب كثيرة في طريقه إلي البيت الأبيض . بعد أن فشل في انتخابات مجلس الشيوخ بولاية إلينوي، أصابه بعض الإحباط، حتي التقي بالرجل الذي أقصد أنه شنب أوباما، ديفيد أكسيلرود خبير الانتخابات المحترف . لقد أخذ أكسيلرود بيد أوباما وأدخله مجلس الشيوخ، واحدا من اثنين في الولاية كلها وهو مجلس أعلي من الكونجرس أو مجلس النواب . بعدها بسنوات قليلة، كان أكسيلرود وراء دخول أوباما البيت الأبيض ويالها من مكانة، ويا له من انتصار، يفوق أي انتصار حققه رئيس أمريكي آخر، ربما يكون أبراهام لنكولن نموذجا للتحدي وانتصار الإرادة، لكن لنكولن لم يكن أسود. في الانتخابات الأخيرة، تعرض أوباما لهفوات خلال مناظراته مع منافسه رومني، وخشي البعض من أن تتحول إلي كبوات، لكن أوباما كان علي ثقة كبيرة من الفوز، أما الأغرب فكان تصريح خبيره المحترف أكسيلرود، فقد أكد أنه سيحلق شنبه !! لو أن رومني فاز في الانتخابات !! . يالها من ثقة . ثقة تذكرك بمن يحملون الصفات الحقيقية للرجولة عندما يقسمون بشنباتهم، وهؤلاء صاروا قلة، بل ندرة، لذلك أعجبني تصريح أكسيلرود الواثق وأدهشني أن الرجال في كل مكان في الأرض يفكرون بنفس الطريقة، الطريف أن أحد مؤيدي رومني أكد علي عكس أكسيلرود، أنه سيربي شاربه لو فاز أوباما ! الرئيس أوباما ..ألف مليون تحية إعجاب لك ولشنبك .