لم يبتعد حى المطرية عن الأضواء منذ اشتعال الأحداث وعزل الرئيس الأسبق، وأعاده الإخوان إلى الظهور بأحداث العنف التى تزامنت مع ذكرى فض اعتصامى رابعة والنهضة، فأضرموا النيران فى أماكن الخدمات والمرافق، وشنوا حرب عصابات ضد الأهالى وقوات الأمن. الحى القديم المتشابك مع عين شمس والمرج يتشابه معهما فى وجود عناصر قديمة تابعة للجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد والإخوان الذين استطاع أحد رموزهم اكتساح الحى لتمثيله فى مجلس الشعب فى 2005، ما يفسر جنوح المظاهرات به إلى العنف المبكر قبل باقى الأحياء. وأحرق مجهولون فرع شركة اتصالات بالمطرية فى الذكرى الأولى لفض رابعة. وقال الإخوان فى صفحاتهم إن سبب إحراقه أنه تابع لشركة إماراتية داعمة للنظام المصرى الحاكم، فيما استطاعت قوات الأمن فض مظاهرة دعا إليها الإخوان عند مسجد الرحمن بالمطرية عقب صلاة الجمعة الماضية، وطاردتهم فى الشوارع الرئيسية، ورد الإخوان بإطلاق الألعاب النارية والخرطوش على أفراد الأمن والأهالى، الأمر الذى أدى إلى إصابة ضابط شرطة و3 مجندين وعشرات الأهالى. واستمرت حرب الشوارع فى المطرية بين الإخوان وقوات الأمن فى مناطق التعاون وشارع الترولى وشارع الحكمة، وهو ما أصاب المواطنين بالذعر، وزاد الأمر صعوبة أن الاشتباكات حدثت فى محيط سوق الخميس بالمطرية المنطقة الأكثر ازدحاماً، وتسببت الاشتباكات فى وفاة 3 مواطنين نتيجة الصدامات. وسادت حالة من الهدوء فى المنطقة لم تدم طويلاً، حتى عادت عناصر تنظيم الإخوان لقطع الطرق الرئيسية، وأحرقت عشرات الإطارات فى جميع مداخل ومخارج الشوارع المؤدية لميدان المطرية والهجوم على مدرعات الشرطة الموجودة فى الميدان لحمايته، ما تسبب فى حالة من الشلل المرورى الكامل وتوقف حركة السيارات وإغلاق الأهالى لمحلاتهم فى الميدان والشوارع المحيطة به، بعد تجدد الاشتباكات العنيفة التى دفع فيها الإخوان بوجوه جديدة من البلطجية والعاطلين الذين لديهم استعداد لفعل أى شىء من أجل المال. سحب سوداء من الدخان ملأت شوارع المطرية، وأصابت الأهالى باختناقات كثيرة وضيق تنفس عبّروا عنه بالدخول فى اشتباكات مع الإخوان فى شارع التعاون، استمرت لأكثر من ساعة، قبل أن تتمكن قوات الأمن من فضها بإطلاق الغاز المسيل للدموع للفصل بين الفريقين. وأطلق الإخوان أسلحتهم وخرطوشهم ومولوتوفهم تجاه قوات الأمن، فألقى الأهالى القبض على 3 من التنظيم وكادوا أن يفتكوا بهم قبل أن تتسلمهم قوات الأمن من الأهالى لتنقذ أرواحهم. وتمكن أهالى المطرية من إحباط محاولة إخوانية لحرق محطة وقود التعاون الموجودة فى شارع التعاون بالقرب من الميدان، وتصدوا لهم وأجبروهم على الفرار لأن إحراق محطة الوقود سيؤدى إلى كارثة، خصوصاً أن المحطة موجودة وسط منازل الأهالى. أحد المسعفين الموجودين فى موقع الأحداث قال إن ضابط شرطة و3 مجندين على الأقل أصيبوا بطلقات خرطوش، وجرى إسعافهم فى موقع الحادث، فضلاً عن عشرات الإصابات بالخرطوش بين الأهالى عولج بعضها فى سيارات الإسعاف وحُوِّل آخرون إلى مستشفى المطرية التعليمى القريب من الأحداث، وتوفى 4 مواطنين. وفى تصعيد خطير يهدد حياة المواطنين ومصالحهم يفاجئ الإخوان قوات الأمن الموجودة فى محطة مترو المطرية بإلقاء عبوات المولوتوف المشتعلة على عربات المترو، ما يتسبب فى توقف الحركة فى الاتجاهين لفترة نحو الساعة. وقال شهود عيان إن عشرات الملثمين الذين يحملون حقائب على ظهورهم توجهوا لمحطة مترو المطرية، وفى دقائق أخرجوا عبوات المولوتوف من حقائبهم، وأشعلوها وألقوها على المحطة التى كانت تعج بالركاب الذين أصابهم الهلع، وعلى عربات المترو الذى اضطر سائقه إلى الهرب خوفاً على أرواح الركاب. وأضاف شهود العيان أن قوات الأمن الموجودة داخل محطة المترو تعاملت مع الإخوان الذين تفرغ جزء منهم لإلقاء المولوتوف وجزء آخر لإطلاق أسلحة الخرطوش على قوات الأمن لإعاقتهم عن دورهم فى حماية محطة المترو. وفر الملثمون فور وصول الإمدادات. لم تبدأ الأمور فى الهدوء، منذ ذلك اليوم الدموى، حتى توجه العشرات من الإخوان إلى مبنى قسم شرطة المطرية القديم عقب صلاة العشاء، الذى كان مقرراً افتتاحه وإعادة العمل فيه بداية الشهر المقبل، وتكلف تجديده نحو مليون جنيه على الأقل، وأحرقوه بقنابل المولوتوف، وتصدت عناصر الإخوان إلى محاولات الأهالى لإطفاء مقر القسم المشتعل، خصوصاً أنه أنه يوجد وسط منازل الأهالى. ومنع الإخوان الأهالى وهددوهم بالخرطوش وأطلقوا عليهم بعضاً منه لإجبارهم على الفرار من أمامهم، واستمروا فى إلقاء قنابل المولوتوف حتى أتت النيران على المبنى بالكامل. وقال شهود عيان إن عشرات الملثمين أحرقوا مبنى القسم وسط هتافات «الله أكبر». استمر الإخوان فى احتفالهم بإحراق المبنى القديم لقسم المطرية الذى أوشكت عمليات تجديده على الانتهاء استغلالاً لفرصة انشغال الداخلية فى تأمين ميدان وشوارع المطرية والمبانى الحكومة التى به مثل السنترال الحكومى الموجود فى شارع الترولى الذى كانت تؤمّنه قوات الأمن. وأشعل الإخوان إطارات السيارات لقطع الطريق أمام مبنى القسم المحترق لإعاقة قوات الأمن عن الوصول إليهم، وفروا هاربين قبيل وصول قوات الأمن كالعادة فى حرب عصابات أشعلها الإخوان وأرادوا إحراق البلاد بها. يضيق حى المطرية بتظاهرات الإخوان وفعالياتهم المستمرة والمفاجئة غير المعلن عنها، ويعانى الحى شديد الكثافة السكنية من تلك التظاهرات وأعمال العنف، منتظراً خطة ممنهجة من وزارة الداخلية للقضاء على بؤر الإرهاب داخله.