استنكرت منظمة "هيومان رايتس ووتش" نقل سلطات الأمن في المملكة العربية السعودية للناشط الحقوقي السجين وليد أبوالخير، قسريًا من محبسه إلى سجن آخر يبعد نحو ألف كيلومتر عن عائلته، دون تفسير لذلك. وقالت المنظمة الحقوقية إن الناشط الحقوقي السعودي تم اعتقاله في إبريل الماضي، ونقلته سلطات الأمن 5 مرات، وشتته بين عدد من مرافق الاحتجاز، دون تفسير في بعض الأحيان، وفي المرة الأخيرة، في 11 أغسطس الجاري، رفضت السلطات إبلاغ أسرته بمكانه، ولم تسمح له بالاتصال بهم إلا بعد 24 ساعة. ونقلت "هيومان رايتس ووتش" تصريحات سمر بدوي، زوجة أبو الخير، لها، قائلة: "إن أبو الخير أبلغها أثناء المكالمة بأن المسؤولين في سجن بريمان في جدة اعتدوا عليه بالضرب على الظهر، وجروه من السجن بالسلاسل، ما أدى إلى إصابته بجرح في قدميه، بعد أن رفض التعاون في نقله إلى سجن آخر، وتم نقله إلى سجن الملز بالرياض، على مسافة تزيد على 960 كيلومتراً من عائلته في جدة". وقالت المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "هيومان رايتس ووتش"، سارة ليا ويتسن: "غير مشروع أن يلقى بأبو الخير في السجن أصلاً، ناهيك عن تشتيته من سجن إلى آخر يبعد قرابة الألف كيلومتر عن أسرته"، مطالبة السلطات السعودية بالتوقف عن تعذيب أبوالخير وإطلاق سراحه على الفور دون شروط". يذكر أن أبوالخير واحدًا من أبرز مناصري حقوق الإنسان في السعودية خلال السنوات الأخيرة، وفي يوليو الماضي أدانته محكمة الجزاء المتخصصة، أو محكمة الإرهاب في السعودية، بعدد من التهم وحكم عليه فيها بالسجن 15 عامًا، والمنع من السفر للخارج لمدة 15 عامًا أخرى، وتغريمه تبلغ 200 ألف ريال سعودي ما يعادل 53 ألف دولار أمريكي. لم يؤد أبوالخير أي دور نشط أثناء محاكمته، إذ رفض الاعتراف بشرعية المحكمة أو الدفاع عن نفسه حيال التهم الموجهة إليه، كما رفض التوقيع على نسخة من الحكم الصادر أو استئناف إدانته أو العقوبة الموقعة عليه. فيما أعلنت جمعية مرصد حقوق الإنسان في السعودية، التابعة له، أنها تعتقد أن عمليات نقله فيما بين السجون هي إجراء عقابي على رفض أبوالخير الاعتراف بالمحكمة.