نظمت شعبة الهندسة الميكانيكية بالنقابة العامة للمهندسين، برئاسة المهندس عادل درويش، ندوتها التاسعة، عبر تطبيق «زووم» تحت عنوان «مقدمة عن علوم الفضاء»، برعاية المهندس هاني ضاحي، نقيب المهندسين، وحاضر فيها الدكتور مهندس أحمد فرج، المدرس بقسم الطيران بمعهد الهندسة وتكنولوجيا الطيران، كما شارك فيها عدد كبير من أساتذة الجامعات والمهندسين والمهتمين والطلاب. أول رائد فضاء مصري وكشف الدكتور مهندس أحمد فرج، عن قرب الإعلان عن أول رائد فضاء مصري، مشيرا إلى أن إعداد رواد الفضاء يمر بمراحل عديدة ويشمل تدريبات ممتدة لفترة طويلة. وبحسب بيان عن النقابة، منذ قليل، فقد أشاد فرج باقتحام مصر مجال الفضاء، مؤكدا أنه مجال ضروري لكل الدول التي تبحث عن تحقيق التنمية المستدامة، وقال إن الأموال التي يتم إنفاقها لاستكشاف الفضاء لا تضيع سدى، فالصورة الواحدة التي يتم التقاطها من الفضاء لأي مكان في كوكب الأرض تكشف خبايا هذا المكان، مما يوفر أموالا ضخمة كان سيتم إنفاقها لتحقيق هذا الغرض. النايل سات وتابع: «بالتالي فأن الأموال التي يتم إنفاقها في مشروعات الفضاء لا تضيع سدى بل تعود أضعافا مضاعفة»، مشيرا إلى أن مصر اقتحمت عالم الفضاء عام 1998 عندما اطلقت قمر النايل سات، وشهد عام 2007 إطلاق القمر الصناعي «إيجبت سات 1»، ثم في 2014 وبتعاون مصري روسي، تم إطلاق القمر الصناعي «إيجبت سات 2»، وفي عام 2019 تم إطلاق القمر الصناعي إيجبت سات A. وأكد فرج أن إطلاق مصر لأكثر من قمر صناعي لا يعني أن القمر الأول فشل في مهمته، ولكن يعني أن مصر تريد تغطية مجالات وقطاعات جديدة، لا يغطيها القمر الأول، كما أن كل قمر يتم تصميمة لتغطية مجالات وقطاعات محددة، ولا يستطيع تجاوزها. وأضاف: تقدم مصر في مجال الفضاء أمر ضروري لتحقيق التنمية المستدامة، وسد الفجوة الرقمية بين الريف والحضر، واستخدام الإنترنت على نطاق واسع، مما كان له دور ايجابي كبير في مواجهة كورونا من خلال الطب عن بعد. وأشار خبير علوم الطيران إلى أن مجموعة «فيرجين جالاكتيك» العالمية المتخصصة في مجال استكشاف الفضاء تتبني مشروع ضخما لإتاحة السفر إلى الفضاء للجميع عبر رحلات سياحية وعلاجية، وهو ما سيحقق لها دخلا كبيرا في بداية الندوة أشاد الدكتور مهندس احمد فرج بنقابة المهندسين وشعبة ميكانيكا، معربا عن سعادته بإتاحة هذه الفرصة لتعريف شباب المهندسين والطلبة بمقدمة عن الفضاء. كما أوضح أن الفضاء معتم وشديد الظلام، وهناك بؤر أكثر ظلاما، ويطلق على أكثر تلك البقع أو البؤر عتامة اسم «الثقب الأسود»، التي تنتج من تلاشي النجم، مما يؤدي إلى انفجار ينتج عنه تلك الثقوب السوداء. واستعرض فرج نبذه مختصرة عن تاريخ الفضاء، التي بدأت مع إطلاق أول قمر صناعي عام 1957 من قبل الاتحاد السوفيتى، مشيرا إلى أن أول دولة وصلت للقمر بمركبة فضاء كانت الاتحاد السوفيتي في 1959، ثم بعد ذلك أمريكا بحوالي 11 رحلة من عام 1969 حتى 1972 كانت آخرها «أبولو 17». وثمن فرج مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، وهو أول مهمة تقوم بها دولة الإمارات العربية المتحدة لاستكشاف كوكب المريخ، مشيرا إلى أن مسبار الأمل صمم للدوران حول كوكب المريخ ودراسة طبيعة الغلاف الجوي للكوكب الأحمر. وأن مسبار الأمل يعد الأول عربيا والخامس عالميا وصولا للمريخ، بغرض استكشاف المريخ كونه هو الأشبه للأرض ويطلق عليه ابن العم الأصغر للأرض. وكشف فرج أن الإمارات أطلقت مؤخرا القمر الصناعي DM sat1 الخاص بقياس الظواهر البيئية، الذي يهدف إلى توظيف تكنولوجيا الفضاء وتقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز منظومة الرصد البيئي على مستوى الإمارات، إضافة إلى رصد تراكيز الجسيمات العالقة في الغبار ورصد تراكيز الغازات المسببة لظاهرة التغير المناخي. مشيرا إلى أن القمر يتميز بصغر حجمه، وهو على ارتفاع 550 كم من سطح الأرض، وعمره الافتراضي لأداء مهامه من 2-3 سنوات، مشيرا إلى أن مجال تكنولوجيا الفضاء مهم للغاية للمساعدة في استكشاف المياه الجوفية والتنقيب عن المعادن، وفي التنبوء بالأرصاد الجوية وفي العمليات الملاحية. وربط فرج بين أهمية علوم الفضاء باستراتيجية التنمية المستدامة ورؤية مصر 2020/2030، التي تطمح فيها مصر من أن تكون ذات اقتصاد تنافسي بالاعتماد على الابتكار والمعرفة، معتمدة على التنوع في الاستثمارات وتحقيق تنمية مستدامة مستقرة بجودة للمصريين. وفي هذا الإطار أشار إلى أن التنمية المستدامة لمصر تقوم على 3 أبعاد وهي البعد الاقتصادي والبيئي والاجتماعي، وجميعها يرتبط ارتباط كبير ويحتاج إلى مجال تكنولوجيا الفضاء، فالبعد الاقتصادي يرتبط بالبحث العلمي والابتكار والمعرفة، وهو ما يعمل على توفيره تكنولوجيا الفضاء من استكشاف لعلوم جديدة وإضافة معلومات معينة في كافة العلوم. وتابع: أما البعد الاجتماعي فيتعلق بالحالة الاجتماعية والتعليم والصحة، ففي العملية التعليمية اصبح التعليم عن بعد خاصة خلال تلك الفترة من الأهمية بمكان وهو ما يتطلب توافر أقمار للاتصالات. وفيما يخص البعد البيئي، أشار إلى أن تكنولوجيا الفضاء تساعد على دراسة الظواهر الجوية وأيضا في التخطيط والتنمية العمرانية وهو ما تحتاجه مصر خلال الفترة الحالية بما تشهده من تنمية شاسعة وغزو للصحراء، كما يساعد الدولة على استرداد أراضي الدولة من خلال التقاط صور من الأقمار الصناعية، التي تساعد أيضا في اكتشاف التعديات على نهر النيل. أغراض سلمية وأوضح فرج، أن هناك أقمار صناعية للاغراض السلمية وهناك أقمار أخرى للأغراض العسكرية، ويمكن أن يكون القمر الواحد لكلا الغرضين، مشيرا إلى أن أنواع الأقمار الصناعية تختلف طبقا للمهمة، فهناك أقمار للاتصالات وأخرى للاستشعار عن بعد، وهناك أقمار الطقس وأخرى للملاحة وأخرى للاغراض العلمية. وألقى خبير الفضاء الضوء على أنواع الأقمار الصناعية من حيث الأحجام ونوع المهمة والهدف منها، مؤكدا أنها تضم 6 أنواع يتراوح أوزانها بين 100 جرام وأكثر من 500 كيلو جرام، وقال إن لكل مهمة في الفضاء مكوك خاص وأوضح «فرج» منظومة عمل الاقمار الصناعية في الفضاء، مستعرضا فيلما تسجيليا عن كيفية إطلاق الأقمار الصناعية.