سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قائد الحرس الجمهورى فى عهدى «مبارك» و«مرسى» ل«مصطفى بكرى» على «صدى البلد» «الحلقة التانية» «عبدالسلام»: «طنطاوى» أمر الحرس الجمهورى بعدم استخدام الذخيرة الحية ضد المتظاهرين
أسرار جديدة، وتفاصيل مثيرة عن أحداث ثورة 25 يناير وما تبعها من تداعيات تتكشف للمرة الأولى على لسان الرجل الذى ظل صامتاً على مدى السنوات الماضية، فيما كان هو الأقرب لكل الأحداث التى سبقت، وأعقبت الثورة. وبقدر العاصفة السياسية، والإعلامية التى أحدثتها «الحلقة الأولى» من حوار قائد الحرس الجمهورى السابق، اللواء نجيب عبدالسلام مع الإعلامى مصطفى بكرى فى برنامج «حقائق وأسرار» على فضائية «صدى البلد» بقدر ما تكشف الحلقة الثانية عن كثير من كواليس ما جرى من أحداث، جرت وقائعها فى مرحلة فاصلة من عمر الوطن. فى هذه الحلقة يكشف قائد الحرس الجمهورى السابق عن الرواية الحقيقية لمحاولة الاغتيال التى تعرض لها نائب رئيس الجمهورية، الراحل عمر سليمان، ويروى كواليس صدور البيان رقم (1) الصادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة إبان أحداث الثورة، ويؤكد أن الرئيس الأسبق حسنى مبارك لم يصدر أبداً قراراً باستخدام الذخيرة الحية فى مواجهة المتظاهرين، وأنه عمل من منطلق مسئوليته عن الحرس الجمهورى على تنفيذ هذا القرار بحذافيره. ويتناول اللواء نجيب عبدالسلام دور الحرس الجمهورى فى تجنب الصدام مع الشعب بعد أن بدأ المتظاهرون الزحف إلى القصر الجمهورى، ويفجر مفاجأة مهمة، حين قال فى حواره إنه هو الذى اقترح على الرئيس مبارك آنذاك المغادرة إلى شرم الشيخ، كما أنه صاحب اقتراح استخدام كلمة «التخلى» عن السلطة، بدلاً عن «التنحى» فى البيان الشهير الذى ألقاه الراحل عمر سليمان، الذى كلف فيه الرئيس السابق القوات المسلحة بإدارة شئون البلاد.. وإلى تفاصيل الحوار: ■ بعد أن ذهب اللواء عمر سليمان إلى مكتبه فى مبنى المخابرات العامة لينهى بعض المتعلقات سمعنا فى هذا الوقت عن محاولة لاغتياله، بينما هو متجه إلى القصر الجمهورى.. ماذا عن هذا الحدث؟ - من واقع مسئوليتى بمجرد تعيين اللواء عمر سليمان نائباً للرئيس، أصبح من مهامى تأمينه وأمرت بتشكيل فريق لتأمينه من مبنى المخابرات بالزيتون وطلبت منه ركوب السيارة المدرعة الخاصة بالرئاسة، وأن يترك سيارته وبطبيعة الأحوال كان هناك غليان فى الشارع ولم يكن معروفاً بالضبط من هو على الأرض سواء كانوا شرطة أو مواطنين أو غيرهم، وفى شارع الخليفة المأمون فى الطريق إلى قصر الاتحادية حدث إطلاق النار على الركاب بكثافة وكان الهم الأكبر سرعة الإخلاء للسيد عمر سليمان وبدأت باقى السيارات فى التعامل مع مطلقى النيران وأصيبت سيارته التى لم يركبها، وتوفى سائقه وحارسه، وبعدها اطمأننا على اللواء عمر سليمان. ■ ولكن ما قيل فى هذا الوقت إنه ركب السيارة «X5» ولم يركب سيارته ومع ذلك جرى إطلاق الرصاص على الX5؟ - بالفعل حدث هذا ، ولكن دعنى أقل لك إن من أطلق الرصاص على السيارة X5 لم يكن محترفاً والاشتباك لم يكن مقصوراً فقط على هذه السيارة، ما يشير إلى أن الأمر لم يكن مخططاً، وعموماً هذا الأمر من الأمور السرية، لأنه كان رهن التحقيق ومن المؤكد أن النتائج ستعلن إن شاء الله. ومنذ محاولة الاغتيال أشرف الحرس الجمهورى على تأمين عدد كبير من الشخصيات، مثل اللواء محمود وجدى، وزير الداخلية، والفريق أحمد شفيق، رئيس الوزراء، وكل من كان لهم دور مهم فى صناعة القرار فى هذا الوقت. ■ كيف كانت القيادة تنظر إلى مسار ثورة 25 يناير فى هذا الوقت؟ - كنت دائماً أقول إن ثورة 25 يناير هى ثورة الصدمة الفكرية، لأن هذه الصدمة مرتبطة بالفكر والعقل وقد أحدثت شللاً فكرياً ولم يتمكن أحد من القدرة على التصرف وإصدار القرارات، ومن ثم لم يستطع أحد التعامل مع المتظاهرين المحتشدين فى الميادين فى هذا الوقت. وقد كانت وزارة الداخلية من أكثر المؤسسات التى أصيبت بهذا الشلل الفكرى والعجز عن اتخاذ القرار بسبب تطور الأحداث التى فاجأت الجميع. وفى الأول من فبراير 2011 اجتمعت القيادة العامة للقوات المسلحة برئاسة المشير حسين طنطاوى، وزير الدفاع والقائد العام، وأصدرت بياناً أعربت فيه عن تفهمها لمطالب المتظاهرين وتأييدها لهم، وفى نفس الوقت أنها لن تستخدم العنف أو تلجأ إلى القوة. ■ ولكن يبقى السؤال.. كيف سُمح بإذاعة هذا البيان؟ - أذيع البيان بقرار من المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ورئيس الجمهورية هو القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومن المؤكد أن يكون لديه علم وخلفية بهذا البيان، وبالتالى نحن كحرس جمهورى سهلنا مهمة إذاعة هذا البيان الصادر عن المجلس العسكرى. ■ ولكن تردد فى هذا الوقت أن هناك اتجاهاً من الجيش لعزل الرئيس؟ - هذا ليس صحيحاً، وكان ذلك من ضمن الشائعات التى جرى ترديدها فى هذا الوقت. ■ دعا الرئيس مبارك إلى اجتماع مساء الأول من فبراير وحضرتم هذا الاجتماع، وقال الفريق سامى عنان إنه طلب منكم نزع الذخيرة الحية من الحرس الجمهورى ووضع ذخيرة فشنك بدلاً منها؟ - أحب أن أؤكد أن الرئيس لم يصدر أى تعليمات بإطلاق النيران على المتظاهرين، وفى المقابل شجعناه على هذا القرار وانحزنا إلى الشعب المصرى فى موقفه، خصوصاً أن هذا الشعب كانت له مطالب عادلة، ومن ثم كانت لدينا قناعة بأن القوات المسلحة هى الأداة القادرة على تحقيق هذه المطالب الشعبية، ومن ثم عملنا على تحقيق مطالبه المشروعة. وكان هذا اللقاء الذى عقد مساء الأول من فبراير وشاركت فيه إلى جانب آخرين مع الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وكان الهدف منه هو تحليل ما وصلت إليه الأوضاع فى البلاد. أما بالنسبة للذخيرة فالحرس الجمهورى ليست لديه ذخيرة «فشنك»، بل كلها ذخيرة حية، وهذا من طبيعة عملنا فى سرعة التصدى لمواجهة الأحداث الطارئة أو وجود أحداث تستدعى الدفاع عن الرئيس ومؤسسة الرئاسة أو أى شخصية فى ضيافة مصر. لقد أذاعت القوات المسلحة بيانها الأول وعززته بعدم استخدام الذخيرة الحية أو القوة مع المواطنين بأى صورة من الصور، وأنا كقائد حرس جمهورى فى هذا الوقت، كانت لدىّ تعليمات صدرت من القائد العام للقوات المسلحة بعدم استخدام الذخيرة الحية ضد المتظاهرين، وكان فى مقابل ذلك هناك سلطة لرئيس الجمهورية لكنه لم يستخدمها، وأنا شخصياً خلال الفترة الأخيرة فى الأحداث كنت أتحاشى مقابلة الرئيس أو أتحدث معه رفعاً للحرج، فضلاً عن قرارى الشخصى بعدم استخدام الذخيرة الحية ضد الشعب المصرى. ■ لكن الرئيس مبارك استدعاك فى 2 فبراير وكان بجواره جمال مبارك الذى عاتبك على موقفك؟ - هذا أمر يخصه، ولكن من منطلق مسئوليتى فى تأمين الشعب المصرى كان موقفى واضحاً، وهذا هدف أساسى لا يمكن التخلى عنه. لقد خططنا للاستعداد لزحف المتظاهرين إلى القصر الجمهورى، وكان هناك هدفان أساسيان بالنسبة لنا: الأول، تأمين المتظاهرين الذين بدأوا فى التوجه إلى القصر. والثانى تأمين قوات الحرس الجمهورى، وكنا على يقين أنه لو حدث صدام مباشر فى هذه اللحظات الخطيرة لوصلت الأمور إلى مرحلة خطيرة وبالتأكيد كان سيتم فقد السيطرة بالضبط كما حدث مع رجال وزارة الداخلية أثناء الأحداث التى شهدتها البلاد يوم 28 يناير وما بعدها، وكانت الدماء ستتدفق وتتحول إلى بحور، ولذلك فكرت على الفور فى وضع الأسلاك الشائكة لمنع الاحتكاك بين الشعب وقوات الحرس الجمهورى، وكان ذلك بعد منتصف ليلة العاشر من فبراير، والحمد لله فإن الله وفقنا حين سمعنا هتاف المواطنين وهى متجهة إلى القصر الرئاسى وشعرت وقتها بأن القرار قرارى، وأننى مسئول عن حماية الشعب من جهة والرئيس وأسرته والحرس الجمهورى من جهة أخرى، ودعوت الله فى هذا اليوم وبكيت أن تمر الأمور بسلام واتخذت القرار بعدم استخدام الذخيرة. وأصدرت تعليماتى بوضع الذخيرة فى صناديقها بحيث يكون كل قائد برتبة «عميد» معه نسخة من مفاتيح هذه الصناديق والنسخة الأخرى معى أنا شخصياً، وكانت أوامرى أنه لا يتم فتح صناديق الذخيرة إلا بقرار شخصى منى فقط، ونزلت إلى القوات وتأكدت من ذلك بنفسى وقلت للمتظاهرين أنتم أبناؤنا وفى حمايتنا ولن نمسكم أبداً. ■ فى العاشر من فبراير اجتمع المجلس الأعلى للقوات المسلحة دون رئيس الجمهورية، ماذا كان رأى الرئيس مبارك فى ذلك؟ - حين اجتمع المجلس العسكرى يوم العاشر من فبراير بدون مشاركة الرئيس حسنى مبارك، هنا يجب القول إن المجلس العسكرى كان يعمل وفق منظومة عسكرية محددة، ولم يكن من المهم حضور الرئيس فى هذا الوقت كما قررت القيادة العسكرية ومن ثم كان البيان الذى صدر. ■ هل تعتقد أن هناك بعض الأطراف داخل مؤسسة الرئاسة كانت تريد فعلاً أن تصل الأمور بالبلاد إلى هذا الحد؟ - الأطراف التى كانت موجودة فى القصر لم يكن لها هدف وقتها أو قدرة، لأن الواقع على الأرض كان هو محرك الأحداث وليس أحداً آخر، غير أننى أقول إن الكبرياء كان هو الدافع لهذا التشدد، كان من الصعب على هؤلاء أن يتنازل أى منهم عن منصبه بسهولة وفى نفس الوقت، فإن الجماهير كانت تطالب بقرارات ونتائج سريعة، وكانت هناك قوة تدفع بالناس والمتظاهرين بالبقاء فى أماكنهم للمطالبة بإسقاط النظام، وكان المتظاهرون ينتمون إلى قوى متعددة ومن اتجاهات مختلفة. ■ فى تقديرك.. لماذا كان الموقف العدائى من الإدارة الأمريكية تجاه مبارك ونظامه خلال أحداث الثورة؟ - من منظورى كمواطن مصرى، أمريكا دولة استعمارية ولها مخططها وأهدافها فى مصر والمنطقة، كما أن أمريكا شعرت بأن مبارك انتهى، فأرادت أن تركب الموجة وتظهر بمظهر المساند للشعب المصرى وهى لها مصالح كبيرة مع مصر، بصفتها دولة محورية فى أفريقيا والشرق الأوسط. ■ هل كان لديكم قناعة أن مصر تواجه مؤامرة هدفها إسقاط الدولة لمصلحة مخطط الشرق الأوسط الجديد؟ - أثير موضوع الشرق الأوسط الجديد منذ 8 سنوات سبقت ثورة 25 يناير، وهو مخطط استهدف المنطقة كلها وجميع البلدان العربية بلا استثناء، ولكن كانت هناك صعوبات تعترض تنفيذ هذا المخطط، خصوصاً أن كل الدول العربية عارضت هذا المخطط الواضح والمعلن، لكن الأحداث التى شهدتها مصر وبعض البلاد العربية الأخرى تلاقت مع المخطط الأمريكى، فهذه البلاد كانت تعانى من الفساد والاستبداد، فاستغلت أمريكا الحالة الرافضة من الشعوب لهذا الفساد والاستبداد الذى كان موجوداً وحاولت تنفيذ مخططها فى مصر والمنطقة. ■ يوم 10 فبراير 2011، رفضت الجماهير بيان الرئيس بنقل الاختصاصات إلى النائب عمر سليمان، من هو صاحب فكرة مغادرة الرئيس إلى شرم الشيخ يوم الجمعة؟ - وضعت عدة خطط لإخلاء الرئيس وأسرته على 3 مراحل، وحين تطورت الأوضاع فى البلاد ووصلت الجماهير إلى القصر الرئاسى، كانت هناك مخاطر شديدة جداً ولذلك طرحت فكرة أن يغادر الرئيس مبارك القصر الجمهورى إلى شرم الشيخ، واتصلت بالرئيس وأخبرته بفكرة المغادرة، ففوجئت بالرئيس يرفض فكرة مغادرة القصر الرئاسى، وقال لى: «أنا لن أغادر مصر أبداً»، وكررها أكثر من مرة، وحين قلت له أنت لن تغادر مصر، أنت فقط ستذهب إلى شرم الشيخ، رفض بشدة، وظل على هذا الموقف حتى جرى إقناعه بذلك بعد أن أكدت له أن هذا المطلب ضرورى وملح، ثم إننى أجريت فى هذا الوقت اتصالاً بالمشير حسين طنطاوى وطلبت منه مساعدتى فى نقل الرئيس إلى شرم الشيخ وفى نفس الوقت طالبت السيد عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية بأن يبذل جهوده لإقناع الرئيس مبارك بضرورة مغادرة القصر إلى شرم الشيخ خوفاً من تعرضه وأسرته لمخاطر أمنية ونجحنا جميعاً فى ذلك. ■ وكيف جرت عملية المغادرة؟! - بعد أن اقتنع الرئيس بالمغادرة، جرى ذلك عن طريق طائرة هليكوبتر وكان معه فى الرحلة إلى شرم الشيخ صهره السيد منير ثابت، شقيق قرينة الرئيس، وكان قرار المغادرة لا تفاوض فيه مع الأسرة جميعاً، وجرى تنفيذه بترتيب منظم قبل إذاعة بيان التخلى عن السلطة. ■ وماذا عن باقى مجموعة المسئولين الذين كانوا موجودين فى القصر فى هذا الوقت؟ - كان هناك النائب عمر سليمان، والسيد أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية، والدكتور زكريا عزمى، وأيضاً الفريق أحمد شفيق، رئيس الوزراء وآخرون، وبالفعل اتخذت الإجراءات الخاصة بتأمينهم جميعاً، لأن الشارع كان فى حالة انفلات، وكانت الأوضاع الأمنية صعبة، فخشينا على أرواحهم ووضعنا خططاً لتأمينهم، وكان كل هدفنا هو متابعة الموقف خارج القصر الجمهورى فى الاتحادية، خصوصاً أن الضغط الشعبى كان رهيباً، وسعينا فى هذا الوقت إلى محاولة احتواء الموقف وعدم الاستفزاز، لأن الضغط الشعبى كان رهيباً وكانت الثقة بين القيادة السياسية والشعب المصرى تكاد تكون منعدمة. ■ فى اتصالاتكم بالرئيس الأسبق حسنى مبارك ماذا كان رأيه حين طُلب منه التنحى عن السلطة؟ - حين اتصلت بالرئيس مبارك وكنا فى هذا الوقت فى مقر قيادة الحرس الجمهورى واتصل به أيضاً السيد عمر سليمان وضعنا الرئيس فى الصورة، وقلنا له إن الأوضاع أصبحت غاية فى الصعوبة، وإنه لا خيار أمامه سوى التخلى عن السلطة وبمساعدة المشير طنطاوى والقوات المسلحة أمكن تجاوز هذا الأمر ووافق الرئيس سريعاً. ■ ما صحة ما تردد عن أن المشير حسين طنطاوى رفض تولى السلطة حال تخلى الرئيس وأنه عرض عليك وعلى آخرين منصب وزير الدفاع واعتذرتم؟ - هذه الرواية أثيرت وسمعتها ولكنها رواية غير دقيقة، هناك فصائل كانت تسعى إلى إرباك القيادة ولكننا لم نسمح بها واستوعبناها. ■ وما شروط مبارك فى التخلى عن السلطة؟ - مبارك لم تكن له أية شروط محددة، لقد وافق على التخلى عن السلطة سريعاً، وكان قرار التخلى يعنى انتهاء حكم الرئيس مبارك نهائياً، فقط طلب منا ألا يذاع بيان تخليه عن السلطة الذى ألقاه السيد عمر سليمان إلا بعد مغادرة زوجته السيدة سوزان مبارك ونجله السيد جمال مبارك مقر الإقامة الرئاسى فى القاهرة إلى شرم الشيخ، وهو ما جرى بالفعل. ■ وماذا عن المجلس الرئاسى بعد تخلى مبارك عن السلطة؟ - هذه الفكرة طُرحت بالفعل، ولكن المجلس الأعلى للقوات المسلحة هو الذى تولى السلطة بناء على تكليف من الرئيس مبارك للمجلس لإدارة شئون البلاد، وكما قلت لك فإن مصطلح «التخلى» وليس «التنحى» كان ضرورياً، لأنه أشمل وأعم، لقد كان الهدف هو إرضاء الشعب والقبول بمطالبه كاملة، وكان مطلب الشعب فى هذا الوقت هو إبعاد الرئيس مبارك عن السلطة تماماً، وكنت أنا صاحب كلمة «التخلى» وليس «التنحى» وأبلغت الرئيس بها، فوافق على الفور. ■ قال لى اللواء عمر سليمان إنه طلب من الرئيس مبارك منذ الخامس من فبراير أن يسمح بمغادرة السيدات من أسرته إلى الخارج إلا أنه رفض ذلك، لماذا؟ - لم تثر أمامى معلومة طلب اللواء عمر سليمان من الرئيس أن يسمح بمغادرة أسرته ولكن ما أستطيع قوله إن الرئيس مبارك رفض رفضاً قاطعاً مناقشة فكرة مغادرته للبلاد وأصر حتى اليوم الأخير على أن يبقى فى مصر. ■ ماذا عن واقعة طرد د. حسام بدراوى من القصر الرئاسى بعد إسناد منصب الأمين العام للحزب الوطنى إليه؟ - هذا صحيح، لأن المجموعة التى كانت موجودة بالقصر، وعلى رأسها د. زكريا عزمى كانت على خلاف مع د. حسام بدراوى، وكانت ترفضه ولا تريد التعامل معه، وحين استدعاه الرئيس مبارك إلى القصر الجمهورى كان الهدف هو البحث عن مخرج للأزمة. ■ بقى سؤال أخير فى هذه الحلقة، ما رسالتك إلى الرئيس مبارك وهو وراء الأسوار الآن؟ - أقول له: «ساعدتنا على أن تخرج البلاد من الأزمة إلى بر الأمان حيث تركت الحكم فى هدوء تام، وهذا القرار يحسب لك، ولم أعرف الفارق بين رجل الدولة وغيره، إلا حين رأيت محمد مرسى، ولذلك أقول لك لقد كنت رجل دولة بالمعنى الصحيح بغض النظر عن الخلاف أو الاتفاق معك». ■ وما رسالتك للشعب المصرى؟ - أقول للشعب المصرى: نحن دائماً منحازون إليكم، وأى مسئول يتخلى عن رسالته فى دعم الشعب المصرى والوقوف إلى جانبه، لماذا يبقى فى منصبه؟ نحن دونكم لا نساوى شيئاً.