قال سياسيون وعدد من قيادات الأحزاب إن مرافعة محمد حسنى مبارك، الرئيس الأسبق، عن نفسه، أمس، أمام محكمة جنايات القاهرة فى قضية قتل المتظاهرين، كانت أشبه ب«الخطاب العاطفى»، إلا أنه تناسى أن الإخوان الذين انقضّوا على مكتسبات ثورة يناير ترعرعوا فى أحضان نظامه. قال الدكتور عبدالغفار شكر، نائب رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان رئيس حزب التحالف الشعبى، إن مبارك أراد أن يختم حياته بالدفاع عن حكمه، وهذا وضع طبيعى، مشيراً إلى أن خطابه مكتوب بذكاء وفيه نوع من استجداء تعاطف المصريين لأنه لم يحاول الدخول فى الموضوعات الحادة المتهم فيها، مثلما فعل حبيب العادلى. وقال الدكتور أسامة الغزالى، رئيس مجلس أمناء حزب المصريين الأحرار، إن مبارك كان بارعاً فى كلامه واستدر عطف الناس وحاول نفى تهمة القتل عنه، وتجاهل الكوارث التى حدثت فى حكمه، وخطاب مبارك الذى وصفه بالأخير مثير للمشاعر وهو يعلم أن الشعب عاطفى، وأراد استغلال ذلك، مؤكداً أن ما حدث فى عهد مبارك ثورة، وكان عليه أن يفرق بينها وبين محاولات الإخوان للانقضاض على مكتسباتها وسرقتها. وقال الدكتور أحمد بهاء شعبان، المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير، إن مرافعة مبارك عن نفسه أمس هى استكمال لخطابه العاطفى فى الأول من فبراير 2011، مؤكداً أن الرئيس الأسبق حاول «التعمية والتغطية» على الحقائق المادية الفاضحة فى قضية قتل المتظاهرين. وعن تلميح مبارك لاختراق تنظيم الإخوان لصفوف تظاهرات جمعة الغضب (28 يناير) وتحويلها ل«فوضى وأعمال عنف»، قال: «مبارك تناسى أن الإخوان ترعرعوا فى أحضان نظامه»، مستشهداً بحديث اللواء حبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق أثناء مرافعته عن نفسه، حين أشار إلى عقد جلسات مستمرة بين قيادات الإخوان على رأسهم الثنائى «محمد بديع وخيرت الشاطر» مع قيادات أمن الدولة للاتفاق على دورهم فى الحياة السياسية، قائلاً «مبارك أكتر واحد رسم خط سير الإخوان». وقال الدكتور عماد جاد، نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن مرافعة الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك أمام محكمة القرن، أمس، كانت أشبه ب«الخطاب الرئاسى».