بمناسبة الاحتفال بيوم الشهيد، احتشدت قصص الأبطال في الندوة التثقيفية 33 للقوات المسلحة بعنوان «لولاهم ما كنا هنا». وكانت قصص أبطالنا الشهداء من رجال القوات المسلحة المصرية، وحكاياتهم تصارع مشاعر الحاضرين، وهي تدفعها من الفخر إلى التأثر، حتى أن كل من حضر الاحتفالية شعر مزيج من المشاعر المختلطة بين الحزن والأسى والفخر والاعتزاز، برجال مصر الأوفياء الأبرار، ممن دفعوا حياتهم كي تعيش هذه الأمة في أمن وأمان واستقرار، لتنتصر مشاعر العزة والفخر على الحزن، وتتهيأ ذكرى هؤلاء الأبطال لمنصة التتويج في عقول وقلوب الجميع، وقد صدقوا ماعاهدوا الله عليه حتى نالوا الشرف الأكبر والأعظم، وهو شرف الشهادة. الرئيس يكرم أسرة الشهيد عماد أمير رشدي وكان من الأسماء التي كرمها الرئيس عبدالفتاح السيسي، اسم الشهيد البطل عريف عماد أمير رشدي، وهو أحد الشهداء الأبطال ممن استشهدوا في كمين مربع البرث برفقة زملاءه وقائده الشهيد البطل العقيد أركان حرب أحمد صابر منسي. وتسلم درع التكريم والد ووالدة الشهيد، وسط دموع أسرة البطل وحنو الرئيس عبدالفتاح السيسي وعطفه ومواساته، وقد قبل الرئيس رأس والدة الشهيد واحتضنها حضن الابن لوالدته، مواساة منه لها. الشهيد طلب يروح مع منسي سيناء وكانت «الوطن» قد التقت بأسرة الشهيد البطل عماد أمير رشدي في منزله، وروت والدة الشهيد قصة استشهاد ابنها، قائلة: «هو الأول كان هنا ومراحش سيناء كان في مدرسة الصاعقة بإنشاص ولما الشهيد أحمد منسي قال لعساكره هنروح سيناء ومنطقة صعبة عماد قاله يافندم أنا معاك». كنت حاسة إني ابني حصله حاجة وقلت للناس كلها صلوا لعماد وعن يوم الشهادة وتلقيها نبأ استشهاده، قالت والدة الشهيد: «قلب الأم كان حاسس ومن يوم الخميس إلى مساء يوم الجمعة، كله منمتش لحد ما روحت الكنيسة الصبح وبقيت أقول للناس كلها صلوا لعماد وادعوا لعماد، بقوا يقولولي فيكي حاجة غريبة بقيت أقولهم مخنوقة، وفي صرخة جوايا بس مش عارفة أطلعها إزاي ومكنتش عارفة سبب الكتمة دي، لحد الساعة 7 بالليل أتواصلت مع صاحبه اللي كان أجازة وسألته قولتله يابني أنا سامعة أنه في ضرب في سيناء فقالي متقلقيش مفيش أي حاجة، قولتله علشان خاطري طمني أنا مش مطمنة قالي طيب هتصل بزمايلنا هناك وهرد عليكي تاني». قالوا لي عماد من الشهداء وانهارت والدة الشهيد باكية، وهي تقول «اتصل بيا صاحبه تاني قولتله قولي الصراحة يابني أنا مش مطمنة، وعاوزة أصرخ قولي علشان أصرخ، فرد وقالي اعتبري عماد من الشهداء». قال لي مش هتنقل من سيناء وقال والد الشهيد عماد أمير: «لما جه ابني وقالي أنا رايح سيناء، قولتله سيناء ياعماد فيها قلق، قالي مش هتنقل أنا حبيت المكان ده، وهنا موتة وهنا موتة، فقولتله ليه يابني كدا، فقالي خليها على ربنا، وهو ماشي سلم عليا وخدني في حضنه وباس كتفي وكان أول مرة يعملها وعلشان كدا استغربت، فسألته إيه يا عماد في إيه فقالي أنت واحشني».