قال الطيار حسام كمال، وزير الطيران المدنى، إن شركة مصر للطيران كثّفت من رحلات جسرها الجوى لنقل المصريين العالقين على الحدود التونسية الليبية، مشيراً إلى أن الشركة نظمت 5 رحلات طيران بسعة 1355 راكباً، أمس، فيما بلغت الأعداد العائدة -حتى مثول الجريدة للطبع- 1796 مصرياً. «الوطن» التقت بالعائدين عبر الرحلة رقم 6 العائدة من مطار جربا التونسى، وقال محمد جمال (30 سنة، بائع خضراوات، من محافظة الشرقية) إن بعض المصريين تعرضوا لإطلاق نار كثيف من قبَل القوات الليبية، وجرى تجريد بعضهم من ملابسهم الخارجية، وسرقة متعلقاتهم الشخصية، مشيراً إلى أن مسئولى السفارة المصرية فى تونس وليبيا لم يؤدوا واجبهم فى حماية رعاياهم وتسهيل خروجهم من الأراضى الليبية، على حد قوله. وأوضح أن الوضع العام داخل ليبيا أصبح مأساوياً، حيث انتشرت العصابات المسلحة وقطاع الطرق داخل المدن وعلى امتداد الطرق السريعة، وهو ما أدى لوجود الأسر بمنازلهم وعدم خروجهم لقضاء حاجاتهم إلا للضرورة، وقال إبراهيم صلاح، عامل بمحافظة أسيوط، إن القنصلية المصرية بليبيا استجابت لتعليمات المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، وامتنعت عن تقديم إقرارات للمسافرين بتحملهم قيمة تذاكر العودة. وأشار إلى أن عدد المصريين العالقين بمنطقة رأس جدير وصل إلى نحو 8 آلاف شخص، معظمهم فى حالة نفسية سيئة للغاية. وأكد فريد إسماعيل أن تأخر السلطات المصرية عن نقل العالقين بشكل عاجل سيؤدى لوفاة بعضهم، بسبب تولد موجة من الكراهية تجاه المصريين خلال الفترة الماضية، مشيراً إلى أن المسافة التى قطعوها من طرابلس لرأس جدير بسيارات أجرة لمدة 3 ساعات كانت مليئة بالرعب، حيث حاصرهم الموت من كل اتجاه، سواء من قبَل القوات التى ترتدى زياً عسكرياً أو المسلحين. وأوضح أنهم لم يلاحظوا وجوداً لما يسمى «الجيش المصرى الحر»، أو عناصر «داعش» خلال وجودهم على الحدود الليبية لمدة 10 أيام، مشيراً إلى أن المسئولين المصريين بليبيا لم يكونوا على قدر المسئولية والتزموا مكتابهم وتركوا المصريين فى العراء، مؤكداً أن المصريين الموجودين هناك ما زالوا ينتظرون وصول طائرات حربية لنقلهم.