لم تثمر الثروة الهائلة للمرشح الجمهورى للرئاسة الأمريكية، ميت رومنى، حتى الآن عن استمالة قلوب الناخبين الأمريكيين رغم وعوده الاقتصادية البراقة، بل ربما زادت آراؤه الرأسمالية من الفجوة بينه وبين المواطن العادى الذى يعانى تداعيات الأزمة المالية للبلاد. وأشار أحدث استطلاعات الرأى إلى تقدم الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، على حاكم ماساتشوستس السابق (2003 _ 2007) على المستوى الوطنى، رغم تركيز حملة رومنى على الاقتصاد، الهم الأول للناخب الأمريكى، وتعهد، ابن جورج دبليو رومنى (الحاكم السابق لولاية ميتشجان) بأنه: «سيخفض جميع ضرائب الدخل الاتحادية بنسبة 20% وسيدافع عن خفض الضرائب على الأرباح الرأسمالية التى يستفيد منها الأثرياء، مؤكداً أن خططه الضريبية ستوفر المزيد من فرص العمل». ورغم الأداء الاقتصادى السيئ لأوباما، يتحفظ الكثير من الأمريكيين على رجل الأعمال الثرى ربما خوفاً من انتمائه لطبقة اقتصادية لا تكترث كثيراً بمعاناة الكادحين، وأعلن رومنى قبل نحو شهرين أن ثروته تقدر بما بين 190 و250 مليون دولار وهى الثروة التى تجعله واحداً من أغنى المرشحين فى التاريخ الأمريكى، ويرأس رومنى شركة باين كابتال إحدى أكبر وأربح شركات الاستثمار فى العالم والتى يقدر رأسمالها بين 190 - و250 مليون دولار. وربما يعيد رومنى إلى أذهان الأمريكيين حقبة الرئيس الأسبق، جورج دبليو بوش، التى كانت الأسوأ على جميع الأصعدة، فما زال الناخب الأمريكى يعاقب الجمهوريين بصرف النظر عن مرشحيهم. وحاول رومنى الترشح للانتخابات الرئاسية التمهيدية للحزب الجمهورى فى 2008 ولكن الحظ لم يحالفه وخسر أمام السيناتور الجمهورى جون ماكين. ويعد ملف السياسة الخارجية إحدى أبرز نقاط الضعف لدى رومنى، الذى نجح فى رسم انطباع سيئ فى أول جولة خارجية له كمرشح للرئاسة حيث استفز البريطانيين حينما شكك فى استعداد لندن لاستضافة الأولمبياد، فيما فجر غضب الفلسطينيين عندما صرح بأن تقدم الاقتصاد الإسرائيلى يعود إلى تفوق الثقافة الإسرائيلية على نظيرتها الفلسطينية. ولم يضر رومنى فقط بصورته الخارجية، بل أثار سخط الأمريكيين أنفسهم عندما حاول استغلال الهجمات التى استهدفت بعثات دبلوماسية أمريكية فى مصر وليبيا الشهر الجارى، قائلاً:«إنه شىء مخزٍ، أن أول رد لإدارة أوباما لم يكن إدانة تلك الهجمات بل التعاطف مع أولئك الذين شنوا الهجمات»، وعلق العديد من الكتاب بأن هذا ليس وقت رومنى لشن هجوم سياسى، كما اعتمد لهجة جافة تجاه مصر عندما دعا إلى أن تكون واشنطن أكثر حزماً مع القاهرة بشأن حماية أمن الدبلوماسيين الأجانب وإلا خاطرت بفقدان المساعدات العسكرية الأمريكية. وُلد المرشح الجمهورى فى 12 مارس 1947 فى ديترويت بولاية ميتشجان، وحصل على ماجستير فى إدارة الأعمال من كلية هارفارد للأعمال وعلى شهادة الحقوق من كلية هارفارد للحقوق، وفى 1969 تزوج من آن رومنى ولديه خمسة صبيان وعشرة أحفاد.