قال الدكتور طارق توفيق، نائب وزير الصحة للسكان، إن هناك 3 سيناريوهات للزيادة السكانية في مصر خلال الفترة المقبلة، مؤكدًا أن أسوء هذه السيناريوهات، هي عدم ضبط الزيادة والوصول إلى معدل الإنجاب الكلي 3.5 طفل لكل سيدة. وأضاف نائب وزير الصحة للسكان في حواره ل «لوطن» أن الزيادة السكانية تؤثر على نصيب الفرد في التعليم والصحة، موضحًا أن تعليم المرأة وتشغيلها خاصة الريفية، يساهم في خفض معدلات الإنجاب. وقدم نائب وزير الصحة السكان حلولًا، لتفادي مشكلة الزيادة السكانية.. وإلى نص الحوار: ** بداية كيف ترى الزيادة السكانية في مصر في الفترة المقبلة؟ هناك ثلاثة سيناريوهات متوقعة لعدد السكان في مصر، السيناريو الأول يتمثل في عدم ضبط الزيادة السكانية، والوصول إلى معدل الإنجاب الكلي 3.5 طفل لكل سيدة ، ووفقا لهذا السيناريو يصبح عدد سكان مصر حوالي 183 مليون نسمة عام 2050، وفيما يتعلق بالسيناريو الثاني فهو يتمثل في ثبات معدل الإنجاب الكلي عند الوضع الحالي 3.07 طفل لكل سيدة، ومن ثم يصبح عدد سكان مصر حوالي 160 مليون نسمة عام 2050، أما السيناريو الثالث فيتوقع الوصول بمعدل الإنجاب الكلي إلى 2.4 طفل لكل سيدة، في حال تطبيق الاستراتيجية القومية للسكان ، ووفقا لهذا السيناريو سيكون عدد سكان مصر حوالي 152 مليون نسمة عام 2050 ، ما يعني أن تطبيق الاستراتيجية سيكون له آثار إيجابية في توفير عبء من 10 إلى 25 مليون نسمة، في حين ستكون نسبة السكان في قوة العمل حوالي 64%، ونسبة الإعالة الكلية حوالي 0.55، هذه السيناريوهات جاءت وفقا لأهم نتائج وتوصيات دراسة التنبؤات السكانية لمصر " 2020 – 2050 ". ** ما تأثير الزيادة السكانية علي مشروعات التنمية التي تقوم بها الدولة ؟ الزيادة السكانية لها أثر سيء جدًا على عجلة التنمية فهي تعمل علي التئامها، فضلاً علي تأثير الزيادة على جودة الحياة ومستقبل الأبناء، وانخفاض نصيب الفرد من المياه والصحة والتعليم وتأثيرها على سوء التغذية عند الأطفال، فعلى سبيل المثال ستؤدي الزيادة السكانية، إلى ارتفاع معدلات الفقر لأن أكثر من 44 مليون نسمة يمكن إدراجهم كفقراء، كذلك هناك تأثير واضح علي المدارس الحكومية، واستيعابها للطلاب فنحتاج إلى عدد مدارس أكثر وإنفاق العديد من الأموال على القطاع الصحي. ** دائما ما نحمل المرأة سبب الزيادة السكانية.. كيف يمكن حل هذا المشكلة؟ دائما ما نجد أن تعليم وتشغيل المرأة، له أثر بالغ على خفض معدلات الإنجاب، وتحسين الخصائص السكانية في مصر، فتعليم المرأة يحسن من صحتها وكذالك صحة الطفل ويقلل الحاجة إلى أطفال أكثر، كما أنه يساعد المرأة على اتخاذ قرارات الإنجاب والقدرة على التفاوض، من أجل استخدام وسائل تنظيم الأسرة وتطبيق فكرة الأسرة صغيرة الحجم، وبالنظر إلى دول العالم المتقدمة، نجد أنه كلما زاد تعليم المرأة قل عدد أطفالها، ولابد من الأهتمام بتعليم وتشغيل المرأة الريفية بشكل خاص في عمل خارج الزراعة، وله دوام محدد وعائد مادي خارج المنزل ، يجعل المرأة تتمكن اقتصادياً ويؤدي إلى تفضيل العمل الإنتاجي على الواجب الإنجابي وهذا يؤدي إلى إنجاب عدد أقل من الأطفال. ** من وجهة نظرك .. كيف يمكن تجنب الزيادة السكانية في المرحلة القادمة خاصة وأن مصر تشهد مشروعات قومية هائلة؟ توفير الوسائل الحديثة لتنظيم الأسرة ذات الكفاءة العالية، وبأقل تكلفة، وتغطى جميع أنحاء الجمهورية، وادخال الثقافة السكانية في مناهج التعليم المختلفة، سواء بالمدارس أو الجامعات، ولابد أن يكون لرجال الدين دور فعال، ولا يقتصر على قيادات رجال الدين فقط، بل لا بد من أن يشمل ذلك كافه الدعاة المنتشرين في ربوع جمهوريه مصر العربية، ويجب أن يكون هناك مواد في القانون تلزم أجهزة الدولة معاونة المؤسسة المعنية بإدارة البرنامج السكاني، في أداء مهامها وتيسير مباشرته لاختصاصاته، وتزويده بما يطلبه من بيانات و معلومات واحصائيات تتعلق بعمله، وذلك وفقا للقوانين والقواعد والضوابط المنظمه لذلك.