قبل عدة أعوام، بدأت جميع المؤسسات بمصر العمل على خطة ضخمة متعددة المجالات لتحسين الأوضاع الصحية للمواطنين بالبلاد، عبر عدة مبادرات مهمة، وتفعيل مشروع التأمين الصحي الشامل، وتدشين المستشفيات وتعزيز أوضاع آخرين، فضلا عن الاهتمام بالعاملين في المجال الطبي، وهو ما حسن الأوضاع خلال جائحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19». السيسي: المبادرات الصحية ساعدت في تخفيف تداعيات كورونا وهو ما تطرق إليه اليوم، الرئيس عبدالفتاح السيسي، أثناء افتتاحه المجمع الطبي المتكامل بمحافظة الإسماعيلية، ضمن عدد من المشروعات سيتمّ افتتاحها في قطاع الصحة، وفق ما صرح به السفير بسام راضي المتحدث باسم رئاسة الجمهورية. ويأتي ذلك في إطار منظومة التأمين الصحي الشامل المخطط إنشاؤها وتعميمها على مستوى الجمهورية، لتوفير الرعاية الصحية المتكاملة وفقًا لأعلى المعايير الطبية لجميع المصريين على مستوى الجمهورية. وأكد السيسي، خلال كلمته اليوم، أن المبادرات الصحية للكشف المبكر على الأمراض المزمنة ساهمت بشكل كبير فى تخفيف تداعيات جائحة كورونا. وأوضح أن قرار طرح المبادرات الصحية الرئاسية التي سبقت أزمة كورونا ومنظومة التأمين الصحي، بأنه كان يرى ومازال أنَّ قدرات الدولة «لسه مقامتش كويس أوي عشان التأمين الصحي الشامل».
أستاذ صحة عامة: المبادرات الرئاسية رفعت كفاءة الخريطة الصحية بالمحافظات وهو ما أيدته الدكتورة مايسة شوقي، أستاذ الصحة العامة بكلية الطب في جامعة القاهرة، بأن المبادرات الرئاسية للمسح الصحي للمواطنين ومتابعة الأمراض المزمنة غير السارية رفعت كفاءة الخريطة الصحية على مستوى المحافظات، وزادت من محددات الخطر للكشف عن الحالات الأكثر تدهورا عند الإًصابة بفيروس كورونا. وأضافت شوقي، ل«الوطن»، أنه من خلال رفع كفاءة الخريطة الصحية أمكن ذلك من تحديد مستهدفات العلاج وأطرها في كل المحافظات والمراكز، منها معرفة نسبة انتشار السمنة وارتفاع ضغط الدم والسكر من النوع الثاني، ما ساعد في أن تصبح المعدلات أكثر قوة في التوقعات المستقبلية بشأن آثار جائحة كورونا. وأوضحت أنه من بين تلك التوقعات لآثار كورونا، هو معرفة المريض الذي لديه محددات خطر قبل إصابته بكورونا، عبر كواشف المرض التي تكشف قلة فرص خروجه من المرض، كمريض السكر وضغط الدم المرتفع، حيث بات هؤلاء المواطنين أكثر حرصا على التوجه للمراكز الصحية.
شوقي: المواطن المصري استفاد من المبادرات الصحية ورفعت وعيه عن كورونا لم تقتصر مكاسب المبادرات الرئاسية على ذلك فقط، في رأس الدكتورة مايسة شوقي، مضيفة أنه من بين فوائدها الإيجابية البالغة، هي أن المواطن أصبح لديه نشاط في متابعة المبادرات الصحية وتوعيته بالأمراض المزمنة غير السارية، ومن ثم بات يمتلك استجابة سريعة لتلقي المعلومات بشأن كورونا وتكون لديه خلفية طبية عن الأمراض المزمنة المنتشرة بالبلاد. وتابعت بأنه أيضا من بين تلك المكاسب، تواكب مع المسح الصحي تحديث لوحدات الرعاية الصحية بالمناطق المختلفة واستثماره خلال الجائحة العالمية كنقاط للكشف الأولي، خاصة بالقرى والمراكز، ما ساعد في سرعة العلاج ورصد الحالات.
من «100 مليون صحة» ل«نور حياة».. مبادرات السيسي لأجل صحة المصريين منذ تولي السيسي الرئاسة حرص على دعم المواطنين وتحسين أوضاعهم بكل السبل، وخاصة من الناحية الصحية، لذلك أطلق عدة مبادرات هامة، من بينها «مبادرة 100 مليون صحة لمكافحة فيروس سي»، في مايو 2015، لإنتاج مليون جرعة علاج سنويا بأسعار مخفضة، ما منح بارقة أمل للمرضى، والتي تطورت لاحقا لتنطلق تحت شعار «100 مليون صحة»؛ للقضاء على فيروس سي والكشف عن الأمراض المزمنة غير السارية. وبعد 4 أشهر، أطلق السيسي مبادرة «المستشفى النموذجي» بالجمهورية؛ لتحسين الخدمات الصحية لغير القادرين، بتجهيز وتشغيل مستشفى نموذجي في كل محافظة، ضمن خطة الدولة لتحقيق الإصلاح الصحي، ثم في يوليو 2018، تم إطلاق مبادرة «القضاء على قوائم الانتظارالعمليات الجراحية والتدخلات العاجلة»، بهدف إنهاء قوائم انتظار الأمراض الخطيرة، ومضاعفة الموارد المحددة لها. «عينيك في عينينا»، واحدة من المبادرات الهامة التي تم إطلاقها في فبراير 2018؛ بهدف الوصول لأكثر من 100 ألف مواطن وقتها، وتقديم أكثر من 20 ألف نظارة طبية، وإجراء التدخلات الجراحية اللازمة للمصابين بمسببات العمى، أعقبها مبادرة «الكشف عن 3 أمراض لطلاب المدارس»، لفحص 12.5 مليون طالب ابتدائي، ثم المبادرة الرئاسية لعلاج ضعف السمع بين الأطفال، عام 2019. كما اهتم الرئيس بالمرأة في تلك المبادرات الصحية، وأطلق مبادرة «الكشف المبكر عن سرطان الثدي»، في 30 مارس 2019، للقضاء على المرض الخبيث والكشف عن كافة الأمراض المتعلقة بالرحم وأورام الرحم وهشاشة العظام والصحة الإنجابية، بالإضافة لمبادرة «نور حياة» للتغلب على مسببات ضعف وفقدان الإبصار، بالعام نفسه.
