أكد مصدر دبلوماسي مصري أن ما ذكره مسئولون إيرانيون حول تباطؤ مصر في الاستجابة لطلب إيراني بتسهيل نقل جرحى فلسطينيين لعلاجهم في إيران غير صحيح. جاء ذلك رداً على ما ذكره مساعد وزير الخارجية الإيراني، حسين أميرعبد اللهيان، الذي زعم أيضاً أن مصر تعطل دخول 100 طن من المساعدات الإنسانية الإيرانية إلى غزة. وأوضح المصدر في تصريحات ل "الوطن"، أن مصر تلقت في وقت متأخر من مساء الخميس الماضي، طلباً من مكتب رعاية المصالح الإيرانية في القاهرة يفيد برغبة إيران إرسال طائرة مدنية محملة بمواد إنسانية ومستلزمات طبية إلى الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وأنهم على استعداد لنقل الجرحى والمصابين الفلسطينيين لعلاجهم في طهران على متن الطائرة ذاتها، وتم على الفور إبلاغ الجهات المصرية المعنية بهذا الطلب لتنسيق الحصول علي الموافقات المطلوبة، وفقاً للقواعد المعمول بها لتشغيل المعبر. وأكد الدبلوماسي، أن الجانب الإيراني وجه مكاتبات لوزارة الخارجية المصرية تتضمن طلبات إضافية مختلفة، منها دخول وفد من الهلال الأحمر الإيراني، وإرسال فريق طبي إيراني، وبعدها طلب السماح لمساعد مدير عام شؤون الشرق الأوسط في الخارجية الإيرانية حسين عبد اللهيان بمرافقة الوفد الطبي، فضلاً عن طلب دخول وفد برلماني إيراني إلى قطاع غزة عبر معبر رفح. وكشف الدبلوماسي، أن هذه الطلبات وصلت إلى وزارة الخارجية السبت 26 يوليو الجاري، متضمنة طلب هبوط الطائرة الإيرانية في مطار القاهرة في غضون ساعات عدة، وتم إبلاغ مكتب رعاية المصالح الإيرانية باستحالة الحصول على الموافقات المطلوبة لهذه الطلبات كافة في غضون ساعات فقط، إذ يتعين التنسيق مع جهات وطنية عدة للحصول على التصاريح الخاصة بهبوط الطائرات وكذلك منح التأشيرات اللازمة للأفراد . وتابع الدبلوماسي، :"تم التأكيد على أن مصر لا تألو جهداً فيما يتعلق بعلاج أشقائها من الفلسطينيين، إذ أرسلت منذ بدء الأزمة 20 سيارة إسعاف بطواقمها الطبية إضافة إلى 30 طبيباً في تخصصات مختلفة لاستقبال الجرحى من الفلسطينيين، غير أن هناك منعاً من جانب السلطات التي تتحكم في المعبر من الجانب الفلسطيني لدخول المرضى إلى الجانب المصري". وأبدى المصدر استغرابه من أن تصدر تلك التصريحات من جهات إيرانية، خصوصاً وأن وزير الخارجية سامح شكري كان تلقى اتصالاً من نظيره الإيراني ووعده بتقديم التسهيلات الخاصة بدخول المساعدات الإيرانية، بشرط الالتزام بالقواعد المنظمة لذلك، وهو الأمر الذى يثير الشكوك فيما يتعلق بالدوافع الحقيقية وراء ترديد مثل هذه الادعاءات، وعما إذا كانت ترتبط بالفعل بالرغبة الحقيقية في مساعدة أشقائنا من الفلسطينيين أم مجرد استخدام ذلك لأغراض دعائية بترديد ادعاءات لا أساس لها من الصحة. وأصدرت السلطات المصرية مجموعة من القواعد والإجراءات الخاصة تهدف إلى تسهيل دخول المساعدات الإنسانية والطبية ودخول الفرق الطبية إلى قطاع غزة، وتنص هذه القواعد على ضرورة إخطار السلطات المصرية بوقت كاف بطبيعة المساعدات وكمياتها ومواعيد وصولها مع تحديد مطار الإسماعيلية الجوي وميناء بورسعيد البحري لتلقى تلك المساعدات، وذلك بهدف التنسيق لوصولها وكذلك تأمينها عبر منطقة شمال سيناء، خاصة في ظل استمرار العمليات الأمنية الخاصة بمكافحة الإرهاب في هذه المنطقة. وأوضحت السلطات المصرية أنه بالفعل دخلت قوافل عدة تحمل مساعدات طبية وغذائية وأطقم طبية إلى قطاع غزة من دول عدة كالسعودية والإمارات وتونس إلى جانب المساعدات المصرية المقدمة من الهلال الأحمر المصري ومن القوات المسلحة والتي تدخل القطاع بانتظام وتجاوزت نحو 800 طن من المساعدات، فضلاً عن عبور آلاف عدة من الفلسطينيين من وإلى قطاع غزة بمن فيهم الجرحى منذ بدء الاعتداءات الإسرائيلية على القطاع. وأدى منع خروج الجرحى من قطاع غزة من جانب السلطات الفلسطينية التي تسيطر على المعبر إلى تأجيل وصول طائرتين عسكريتين مغربيتين طلب عاهل المغرب إرسالهما لاستقبال الجرحى من الفلسطينيين ووافقت على دخولهما السلطات المصرية.