قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن مصر تحلم ولا تضعف، فهي الأخ الأكبر الذي يريد أن يجمع الشمل، ويمنع بكل ما يملك أي تمزيق لأسرته أو تهديد لكيانها، ولا يمكن له وقت الشدائد أن يتخلى حتى عمن أساء إليه من إخوته. وأضاف جمعة، فى بيانٍ له عن الموقف المصري تجاه من يسيء إليها: "لا شك أن مصر دولة عظيمة بقادتها، وعلمائها، ورجالها، ونسائها، وشبابها، وفتياتها، وتاريخها، وحضارتها، ودورها الريادي في المنطقة فكريًا، وعلميًا، وثقافيًا، وعسكريًا، وحضاريًا، وإنسانيًا، ولعل أهم ما يميز مصرنا الكبيرة العظيمة هو سعة أفقها، وقدرتها على التجاوز والتسامح، والترفع عن الدنايا والصغائر، فهي تتعامل بمنطق من يقول: يقابلني السفيه بكل قبح.. فأكره أن أكون له مجيبًا يزيد سفاهة فأزيد حلمًا، كعود زاده الإحراق طيبًا". وأشار الوزير إلى أنه إذا كان هذا شأن الأخ الأكبر في أسرته، فمصر الرائدة لم ولن تتخلى عن قضايا أمتها، لكنها في الوقت نفسه لن تنجرَّ إلى صراع يمكن أن تمليه أو تفرضه عليها أطراف لا تحسن تقدير الأمور، ولا تعرف الحنكة ولا الحكمة السياسية المصرية. وأضاف مختار جمعة، أن مصر على مدار تاريخها العريق غنية بالقيم والأخلاق، لم يعرف عن أهلها غدر ولا خيانة، ولا اعتداء ولا عدوان على أحد بدون حق، بل وقفت بما في وسعها من قوة وإمكانات إلى جانب الأشقاء والأصدقاء، وعرفت طوال تاريخها بحسن الجوار، وبسماحة أهلها، وحسن عشرتهم، وخفة روحهم، لم تعرف التشدد ولا التطرف، وما يحدث من موجات عنف عابرة أو طارئة هنا أو هناك إنما هو ظواهر شاذة يلفظها المجتمع المصري بفطرته وطبيعته النقية، وهي سحابة صيف عما قريب تنقشع. وشدد الوزير، على أن الحضارة المصرية استوعبت كثيرًا من مظاهر الحضارات الأخرى، وأفادت منها النافع المفيد، ولفظت الغث والخبيث، وكان أزهرها بسماحته ووسطيته المعروفة عبر تاريخه الذي زاد على ألف عام أحد أهم ضمانات هذة السماحة والوسطية، ليس في مصر وحدها، ولا في العالم العربي وحده، ولا العالم الإسلامي وحده، بل في العالم كله.