لو بطلنا نحلم نموت، الأغنية الرائعة للكينج محمد منير، التى أعتبرها مفتاح الأمل مع كل كبوة من كبوات الحياة السرمدية، وإذا كان الحلم بحجم وطن هو مصر، فبالتأكيد من حقى أفضل أحلم لحد الحلم ما يبقى حقيقة بإذن الله. بحلم لمصر التاريخ والحضارة، تبنى حاضرها بالعلم مش بالفهلوة، يبقى الشباب شعلة عمل، طاقة أمل، موجودة فى القصر والوزارة، نحفر ونزرع ونطلع القمر، ويكون ما بيننا كلمة شرف أن الشهادة والشطارة هى الطريق للكراسى، نرفض الواسطة والكوسة، ونوظف عن جدارة أهل الخبرة مش أهل الثقة. بحلم لمصر النيل والهرم، يوصل أجانب قد عدد الشعب وأكتر كل عام، يلفوا البلد من شرقها لغربها، يزوروا الكرنك وأبوسمبل، ويركبوا فلوكة فى النيل، يلاقوا الشوارع متنظمة، والناس بتحترم الإشارات، ويخرجوا من المطار يقعوا ف غرام البلد، ما فيش زبالة ولا شحاتين، ولا سواق تاكسى يستغلهم، ولا حد يبيع لهم التروماى! بحلم لمصر 100 سنة سينما، يوصل الفن للأوسكار، والأدب تانى لنوبل، والكورة للمونديال، وما ينكسرش فيها قلم، ولا ينحبس صاحب رأى، والكتب تبقى فى الكافيهات بدل الشيش، ويكون الإعلام للتنوير ولم الشمل والعمل والأمل والحقيقة، ويخرسوا الهتيفة والمطبلاتية، وجنبهم الجهلاء والمدَّعين والمنتفعين واللى بتاخدهم الجلالة ع الهوا لدرجة الهبل! بحلم لمصر 30/25، تبقى المواطنة هى الأساس، مش فارقة يعنى البنت لابسة صليب ولا حجاب، تخلص شحنة الاتهامات بين الثورتين، محدش يقول لأخوه إنت «نكسجى» ولا التانى يقوله يا«حزب الكنبة»، الدم كله حرام، والحق فى الحياة والعيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية قانون ع الكل، م الغفير للوزير، مستشفى نضيفة وعلاج سعره معقول، مدرسة من غير دروس خصوصية، الفقير ياكل لحمة ما بنطلبش كافيار، مفيش واحد يسكن فى القبور، ولا عيل يبيع ع الكبارى مناديل ورق. بحلم لمصر الدلتا والصعيد، فلاح فرحان رايح غيطه، والقطن منوّر جنب قصبه وقمحه، مش خايف عواد على أرضه من قرض البنك، ولا بيفكر يبيع قيراطينه لاجل شوار البنت، عامل بيغنى بأفروله وبيغزل فى المصنع، ويصدّر «صُنع فى مصر»، مش خايف من بكره لا الخشب الصينى يقفل له الورشة، وم البحيرة لسينا وبورسعيد، وم إسكندرية لمطروح للنوبة، الكل مصرى زى بعض، مفيش فرق بين بحرى وقبلى وسواحلى. بحلم لمصر المحروسة، ترجع الأخت الكبيرة، تحضن بلاد العرب أوطانى، تنزل الموضة فيها قبل أوروبا، ولا نحتاج للصندوق الدولى ولا دياولو، والناس بتضحك فى الشارع مش شايلة الهم، مفيش فيروس سى ولا إعلانات «تعاطفك لوحده مش كفاية»، العمارات كلها بيضا، والجناين ورد بلدى وفل أبيض يشرح القلب. وهفضل أحلم فيكى يا مصر لحد آخر عمرى، وهفضل أحلم ليكى يا مصر يا حتة من قلبى، لغاية ما اشوف البنت ويّا الواد حققوا الحلم، وليه لأ؟ دا احنا شعب بنى الهرم وشق القناة وأمِّمها وعبرها ورفع عليها العلم! دا احنا شعب فجَّر ثورتين فى سنتين! يلا نبدأ يا مصريين، مفيش حاجة مستحيلة بالإيمان بربنا والعزيمة والإرادة، تعالوا نخلى الحلم حقيقة، وعيد سعيد يا مصر.