سنوات عاشتها محافظة الإسكندرية في حالة من العشوائية التي أحاطت الميادين والشوارع الكبرى بالمحافظة، فتكونت على جانبيها الأسواق العشوائية، وأصبحت كاللغم الذي ينفجر في وجه أي محافظ يتقلد نصاب الحكم بتلك المدينة الساحلية، إلا أنه قد حان الوقت لنزع ذلك اللغم قبل انفجاره مروريا وصحيا واجتماعيا في الجميع. حلم القضاء على الأسواق العشوائية التي يسيطر عليها «بلطجية» يفرضون «الإتاوات» على الباعة المقيمين بها، قد قارب على التحقيق، حيث أطلق اللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية، شارة البدء لتنفيذ مشروع تطوير محطة مصر، المقرر الانتهاء منه خلال 12 شهر، بالتعاون مع جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، وذلك كبذرة أولى للمخطط الاستراتيجي العاجل للقضاء على الأسواق العشوائية. البداية التي جاءت من قلب المدينة، وأقدم ميادينها «محطة مصر» سوف تمتد إلى أبرز سوقين شرقًا، ومثلهما غربًا، حيث إن المحافظة وضعت خطة شاملة للقضاء على الأسواق العشوائية بالإسكندرية، بدأت بميدان محطة مصر ومن ثم سوق القاهرة وبعدهما سوق المعهد الديني شرقا، ومن ثم سوقي الهانوفيل والعجمي غربا. مدى الاستفادة تلك الخطة، سوف تعكس إفادة كبرى على تلك المدينة، أولها انتهاء مرحلة الباعة الجائلين المنتشرين بميدان محطة مصر والأسواق الأخرى تباعًا، وما سيصاحبها من توفير أسواق حضارية ومواقف للسيارات الأجرة وزيادة للرقعة الخضراء والحدائق، ما سينعكس على سيولة الحركة المرورية حيث ستبدأ مرحلة التطوير الجديدة. هل التطوير يتسبب في قطع «لقمة عيش» الباعة؟ وبمجرد إطلاق خطة التطوير وانتشار جملة «انتهاء عصر الباعة الجائلين» صاحبتها ردود أفعال كبرى حول حرمانية قطع «قلمة العيش» أي قطع سبل كسب الرزق لهؤلاء الباعة، إلا أن محافظ الإسكندرية أكد أنه سوف يتم توفير أماكن بديلة للباعة، من خلال 182 باكية و60 محل بسوق حضاري ومتطور، وسيتم طرحهم للحجز لهولاء الباعة. وأكد المحافظ، أن هذا النقل سيحدث بمجرد إزالة سوق القاهرة بشارع 30، شرقي الإسكندرية، حيث سيعود شارع القاهرة كما كان، بينما يتم توفير باكيات ومحلات في سوق 30 للباعة.