تسبب نقص المقررات التموينية فى أزمة شديدة وصلت فى بعض الأحيان إلى مشادات كلامية وتراشق بالألفاظ والمناوشات، ففى الإسكندرية اشتدت أزمة تطبيق منظومة التموين الجديدة بسبب عدم توافر السلع التموينية لدى أغلب البقالين التموينيين، ما أسفر عن وقوع مشادات كلامية حادة بين المواطنين والبقالين، على أثرها قال البقالون للمواطنين: «اللى عايز تموين يروح للوزير يصرفهوله». الحاج محمود عطية، أحد البقالين التموينيين بوسط الإسكندرية، قال ل«الوطن»: «أسمع كلام الوزير أصدقه، أروح للبقال التموينى أستعجب». وأضاف: «الوزير خلانا نواجه البقالين كل يوم، هما يقولوه معندناش والناس تغضب أكثر وتثور عليهم». وقالت الحاجة لبنى فتحى: «شهر رمضان من غير سلع تموينية، بنسمع وعود فى التليفزيون مابتتحققش».. وأضافت: «كل يوم نروح عشان نجيب التموين نلاقى زحمة وضرب، وفى الأخر صاحب المحل، يقولنا مفيش: البضاعة خلصت».بينما قالت عبير مصطفى، ربة منزل، إن وزير التموين صرح بوجود 20 سلعة وشدد على الدواجن واللحوم والأسماك، ولكن البدال التموينى لا توجد لديه سوى الزيت والسكر والأرز. وكانت مشادات اندلعت بين المواطنين والبقالين التموينيين، فى عدة مناطق على مستوى محافظة الإسكندرية، خلال الأيام الماضية، وذلك بسبب عدم توفر السلع التموينية فى الأسواق حتى هذه اللحظة. وتعليقاً، قال هشام كامل، وكيل وزارة التموين والتجارة الداخلية بالإسكندرية، إن هناك قصوراً شديداً فى تطبيق منظومة التموين الجديدة حتى الآن، فبالرغم من وعود الدكتور خالد حنفى، وزير التموين، بمد المحافظة بالسلع التموينية لسد العجز، فإن الدعم لم يصل حتى الآن. وأضاف «كامل» فى تصريحات خاصة ل«الوطن»، أن المديرية تلقت حتى الآن ما يزيد على ألف شكوى، بنقص المواد التموينية فى المحال، مؤكداً أن السبب فى ذلك هو عرض السلع التموينية فى منتصف الشهر، بالإضافة إلى عدم توفر ال20 سلعة، عند جميع البقالين. وفى محافظة الدقهلية، اشتكى آلاف المواطنين فى قرى دكرنس، وتمى الأمديد، وميت سلسيل، والمطرية، من عدم وصول المقررات التموينية لهم حتى الآن لمنافذ التوزيع، ما تسبب فى عدم تمكنهم من توفير احتياجاتهم اليومية، من السلع والتى كانوا يعتمدون عليها اعتماداً كلياً. ومن جانبه، قال محمد أبوالنصر، وكيل وزارة التموين بالدقهلية، إنه تم صرف الزيت وتوزيعه على أماكن التوزيع بالمحافظة بالإضافة إلى السكر والعدس والأرز وسيتم توزيع باقى المقررات. لم يختلف الوضع كثيراً فى محافظة بنى سويف بعد تصاعد الأزمة فى أغلب مراكز المحافظة.. فى مركزى الواسطى وناصر شمال المحافظة، اشتكى الأهالى من عدم توافر السلع التموينية لدى التجار من أرز وزيت وكميات محدودة من السكر، والتى أثارت أزمة بين الأهالى لرغبتهم فى الحصول على الكميات المقررة لهم، وعقد عدد من تجار السلع التموينية بالواسطى اجتماعاً، احتجاجاً على عدم وصول السلع التموينية، وأشار شريف حسن، ممثل نقابة بقالى التموين بالواسطى، إلى أن الهدف من الاجتماع الحصول على كميات التجار كاملة من حصصهم، ورفض استلام أى سلعة تموينية قديمة من المخازن، بالإضافة إلى تدريب التجار على استخدام الماكينات بعد تطبيق المنظومة الجديدة. وفى سمسطا، أكد الأهالى عدم وصول حصصهم من السلع التموينية لدى بقالى التموين، الذين قاموا بدورهم بإغلاق مخازن الصرف، بعد وقوع عدد من المشادات الكلامية مع المواطنين، لحين وصول حصصهم وتوزيعها. من جانبه، قال شعبان عبدالعال، مدير مديرية التموين ببنى سويف، إن المديرية تبذل قصارى جهدها لتوفير المواد التموينية لدى التجار، وقامت بمخاطبة الوزارة لتوفير السكر والأرز. وأكد عبدالعال بدء توفير السكر من خلال السحب من الرصيد الاستراتيجى للمحافظة بمخازن المديرية على شكل سلفة، على أن تقوم هيئة السلع التموينية بتسويتها. بالإضافة إلى توفير كميات من المكرونة واستبدالها بالأرز لحين توفيره من خلال الممولين، مشيراً إلى توافر سلعة الزيت بالتنسيق مع الشركات التابعة للشركة القابضة.