قافلة من السيّارات تسير ببطء، يغطيها ليل الصحراء الدامس، وتستر حمولاتها الممنوعة الجبال.. تهرس العجلات أرض الوادى الجبلى الذى تبدو عليه آثار عجلات مرت فى السابق، الطريق معروف لمهربى تلك المنطقة الحدودية، تلك الأودية هى شريان الحياة لمهربى تلك المحافظات الحدودية وطريق موت لمن سواهم. «الوطن» اقتربت من تلك الوديان المحظورة عند الأطراف الحدودية، اخترقت بعضها، واستمعت إلى حكايات التهريب التى تسعى قوات الجيش والشرطة إلى «قفل محبسها».. أراضٍ متنازع عليها، تعلن السلطات الأمنية فرض سيطرتها عليها، وتؤكد القبائل حقها التاريخى فى هذا الجبل أو ذلك الوادى وتُقسِّم أراضى الحدود بين القبائل إلى مناطق نفوذ لكل قبيلة.. ومهربون وإرهابيون قادرون على المرور أنّى شاءوا فى تلك الدروب دون منع، حكايات من بين المهربين وسكان الحدود تؤكد: حدود مصر أكثر قابلية للتسريب عن ذى قبل، وتجار السلاح والمخدرات أصحاب اليد الطولى فيها ومروحيات الجيش لا تمسح أراضيها بانتظام يفضح المهربين وينغص عليهم حركات تجاراتهم التى لا تنضب فى الشتاء ولا الصيف. متاهات فى الأطراف المصرية، على حدودها، فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب مواطن عادى لم يقترب يوماً من مهربى السلاح والمخدرات والبشر.. متاهات تقود المسلحين رأساً إلى أكمنة الجيش والشرطة لتنفيذ مجازر جماعية.. دروب تستقبل رحلات الأفارقة الزنوج الهاربين من جوع بلدانهم إلى نعيم إسرائيل التى أعلنت عن ارتفاع أعداد المتسللين الأفارقة إليها عبر حدودها مع مصر.. مدقات جبلية آمنة لتجار المخدرات بشحناتهم المحظورة وتجّار الأسلحة الذين راجت بضاعتهم منذ يناير 2011 حتى سببت هاجساً أمنياً فى ربوع مصر. الأخبار المتعلقة الوادى الجديد: دروب العربان القديمة.. «كلمة السر» فى مجزرة الفرافرة جبال البحر الأحمر: متاهات «آمنة» لتجار السلاح والمخدرات أسوان: «العلاقى» و«السيالة» و«وادى حيمر».. ثلاثية المرور إلى السودان