أدانت وزارة الخارجية التصعيد الأخير فى العمليات العسكرية فى قطاع غزة، خاصة بعد سقوط عشرات الشهداء ومئات المصابين الأبرياء فى حى الشجاعية، إثر الهجوم الإسرائيلى عليه فجر أمس. وفيما أكدت الخارجية، أن مصر، حكومةً وشعباً، تقف إلى جانب الشعب الفلسطينى الشقيق فى هذه المرحلة الدقيقة، قال السفير بدر عبدالعاطى المتحدث باسم الوزارة، أمس، إن وزير الخارجية سامح شكرى أجرى اتصالات هاتفية بعدد من نظرائه العرب والأجانب، لبحث وقف نزيف الدم الفلسطينى. وأضاف المتحدث أن الوزير اتصل بكل من وزير خارجية عمان يوسف بن علوى، والشيخ خالد بن حمد آل خليفة وزير خارجية البحرين، وصائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وفرانك شتاينماير وزير خارجية ألمانيا، وجون كيرى وزير خارجية الولاياتالمتحدة. وأوضح «عبدالعاطى» أن الاتصالات ركزت على المشاورات المشتركة حول تطورات الأوضاع فى الأراضى الفلسطينية وسبل وقف نزيف الدم الفلسطينى ومنع المزيد من التصعيد بوقف إطلاق النار فوراً فى إطار المبادرة المصرية التى تحظى بدعم عربى ودولى واسعين. فى السياق ذاته، ذكرت مصادر دبلوماسية رفضت نشر أسمائها، ل«الوطن»، أن حركة «حماس»، ادعت كذباً وزوراً أن مصر وجهت دعوة إلى الحركة لاستقبال رئيس المكتب السياسى خالد مشعل لبحث التهدئة والمبادرة المصرية، وأن الأخير رفض هذه الدعوة. وقالت: «ما تناقلته المواقع التابعة لحركة حماس عار تماماً عن الصحة ولا يمت للواقع بأى صلة، حيث لم تقدم مصر الدعوة للحركة أو قياداتها لزياراتها فى الفترة الأخيرة». أضافت المصادر: «فى الوقت الذى تعيش فيه قيادة حركة حماس فى الخارج، سواء فى قطر أو غيرها وتنعم بحياة مرفهة وتقيم فى فنادق خمس نجوم وتستقل السيارات الفارهة، فإنها تترك الأبرياء المدنيين من أبناء الشعب الفلسطينى يسقطون بالعشرات كل يوم وتسفك دماؤهم ويدفعون ثمن مغامرات سياسية وعسكرية لقيادة هذه الحركة، وهم بمنأى تماماً عن الأحداث والأوضاع الصعبة التى يتعرّض لها أهالى القطاع». وتابعت: «كان من الأجدر ب(حماس) وقياداتها بدلاً من التفرغ لإطلاق الأكاذيب والادعاءات أن ترتقى لمستوى المسئولية وتحقن دماء شعبها من خلال قبول المبادرة المصرية التى تحقق مطالب الشعب الفلسطينى بوقف إطلاق النار وفتح المعابر». من جانبها، أدانت حركة التحرير الوطنى الفلسطينى «فتح» المذابح والمجازر التى يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلى بحق أهالى قطاع غزة، التى كان آخرها المذبحة البشعة فى حى الشجاعية شرق مدينة غزة. قالت الحركة، فى بيان أمس، إن العدوان الإسرائيلى سينكسر أمام شموخ وصمود وإرادة شعبنا الفلسطينى. وقال أحمد عساف المتحدث باسم حركة «فتح»، إن ما يشهده القطاع هو نكبةً جديدةً بكل ما تعنية الكلمة من معنى تتمثل بمئات الشهداء وآلاف الجرحى وعشرات آلاف المهجرين وهدم وتدمير عشرات الآلاف من منازل المواطنين، مستنكراً صمت العالم على جرائم الحرب الإسرائيلية دون أن يحرك ساكناً. ودعا إلى موقف عربى ودولى عاجل من أجل وقف العدوان الإسرائيلى الهمجى على شعبنا الفلسطينى وإلى وقف المذابح التى يرتكبها جيش الاحتلال بدم بارد وبسبق إصرار وترصد. وطالب «عساف» جميع الأطراف بإخراج الدم الفلسطينى والشعب الفلسطينى والقضية الفلسطينية من الصراعات وتصفية الحسابات الإقليمية والدولية.