«كن حذراً ففى بعض الأكاذيب ما يخبر بالحقيقة» جملة لحكيم، تصف الكثير بشأن التعامل الغربى مع أزمة غزة، حيث لم تعد التصريحات السياسية المتخاذلة وحدها التى تتواطأ مع العدو الإسرائيلى، وتفضح التوجهات الحقيقية للدول المدافعة عن حرية الشعوب، ولكن الإجراءات الداخلية أيضاً تقوم بالمهمة ذاتها فى فضح حقيقة الحرية وإمكانيات الرأى والتعبير. «ممنوع إقامة أى تظاهرات تضامنية مع فلسطين، والمخالفين سوف يحظون بغرامة 15 ألف يورو، وحبس لمدة عام لمن يقوم بالتظاهر، أو يدعو إليه عبر وسائل التواصل الاجتماعى وشبكة الإنترنت» قرارات حاسمة من السلطات الفرنسية، ففرنسا التى تمنع المتظاهرين اليوم، هى نفسها التى أعربت عن قلقها بشأن قانون التظاهر المصرى. استدعاء مفاجئ إلى واشنطن تلقاه المراسل الشاب أيمن محيى الدين، مراسل قناة «إن بى سى» الإخبارية الأمريكية فى غزة، بعدما نقل خبر استهداف إسرائيل لأربعة أطفال على شاطئ غزة، لتبدأ سلسلة من ردود الأفعال المستنكرة لتصرف الشبكة، والتضامن الشخصى مع الشاب، والذى وصل إلى صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك: «استمر فى عملك العظيم، ولا تسمح لقناة إن بى سى أن تخفض رأسك، أنت ممتاز فيما تفعله، حافظ على سلامتك ومصداقيتك، قالتها ليدى هيجيدوس، وسط مئات المعلقين المتضامنين مع الشاب المصرى. ردود الفعل لم تجد معها القناة سوى الخروج لتعلق للمرة الأولى، وتتراجع عن موقفها السابق معيدة المراسل المصرى الشاب إلى غزة، والذى كان يلعب مع الأطفال الأربعة الكرة قبل مقتلهم بلحظات، ليخرج أيمن نفسه قائلاً: «شكراً لكل من ساندنى، فى الأيام القليلة المقبلة، سأعود إلى غزة، أنا فخور بأن قناة إن بى سى استكملت التزامها بتغطية الجانب الفلسطينى من القصة». «بالطبع التغطية الإعلامية والقرارات السياسية لا بد أن تكون متحيزة لإسرائيل» يتحدث د.سامى الشريف، أستاذ الإعلام، مشيراً إلى أن الحياد وهم وأكذوبة تدعيها وسائل الإعلام الأجنبية دون أن تطبقها: «ما حدث مع محيى الدين، تكرر مع مراسلة قناة سى إن إن فى الجانب الإسرائيلى، حيث تحدثت وأشارت إلى بعض الأمور التى لا تخدم وجهة النظر الإسرائيلية فتم استدعاؤها على الفور».