تواصلت الإجراءات التي اتخذتها مواقع التواصل الاجتماعي الشهيرة ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحجب حساباته وسط اتهامات له بالتحريض على العنف عقب اقتحام الكونجرس، لتكون مواقع «فيسبوك» و«تويتر» و«جوجل» قد نفذت فعليًا خطة عزل الرئيس الأمريكي الخاسر للانتخابات الرئاسية بالتوازي مع إجراءات مماثلة يسعى الديمقراطيون لتنفيذها في الكونجرس. ويشكل قرار «تويتر» المفارقة الأكبر، إذ أن المنصة العالمية كانت الحليفة الأولى للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لنشر كل ما كان يريد قوله، عندما كان يؤكد مرارًا عدم ثقته في الإعلام الأمريكي وهاجمه كثيرًا. «جوجل» تعلق تطبيق «parler» لزيادة الرقابة على ما ينشر عبره وذكرت صحيفة «جارديان» البريطانية أن شركة «جوجل» قررت بشكل مؤقت إيقاف تطبيق «parler» للتواصل الاجتماعي عبر متجرها الخاص، وذلك لوضع مجموعة من الإجراءات التي تمكنها من الإشراف على المحتوى الذي يمكن أن ينشره أنصار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته. وأتى إجراء «جوجل» بعد أن قال «ترامب» إنه سينظر في بناء منصته الخاصة بعد أن أوقفت شركة تويتر حسابه نهائيا خشية حدوث المزيد من التحريض على العنف، وذلك بعد اقتحام مئات من أنصاره لمبنى الكونجرس، مساء الأربعاء الماضي، ما أسفر عن سقوط 5 قتلى وأكثر من 70 مصابًا. «بارلير»: لا مكان لأعمال التمرد والعنف على مواقع التواصل الاجتماعي وتحولت «بارلير» إلى الشبكة الاجتماعية الأولى التي انتقل إليها أنصار «ترامب» بعد أن تم حظرهم من استخدام «تويتر» بداعي التحريض على العنف، وهو التطبيق الذي من خلاله تم مشاركة الدعوات للاحتجاج عند مبنى الكابيتول واقتحامه، وأكدت شركة «بارلير» أن الدعوات لأعمال العنف والتمرد والشغب لن يكون لها مكان عبر مواقع التواصل الاجتماعي، على حد زعم جون ماتزي الرئيس التنفيذي لشركة «بارلير». وبررت شركة «تويتر» حذف حساب «ترامب» على منصتها في بيان بالقول إنه «بعد المراجعة الدقيقة للتغريدات الأخيرة لحساب دونالد ترامب والظروف المحيطة بها، أوقفنا الحساب نهائيا بسبب خطر حدوث مزيد من التحريض على العنف». توافق «فيسبوك» و«تويتر» حول قرارات الحجب وقبل «تويتر»، أعلن مارك زوكربرج الرئيس التنفيذي ل«فيس بوك» أن الشركة ستمدد الحظر على حسابي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على «فيس بوك» و«إنستجرام» لأسبوعين على الأقل حتى اكتمال عملية انتقال السلطة. وأضاف، في بيان رسمي: «الأحداث المروعة في الساعات ال24 الماضية تظهر بوضوح أن الرئيس دونالد ترامب يعتزم استغلال الوقت المتبقي له في المنصب لتقويض الانتقال السلمي والقانوني للسلطة إلى خليفته المنتخب، جو بايدن». وأغلق كل من «تويتر» و«فيس بوك» و«سناب» حسابات «ترامب» في محاولة لوقف مزاعم الرئيس الأمريكي الخاسر بأن الانتخابات التي جرت في الثالث من نوفمبر الماضي تعرضت للتلاعب والتزوير والسرقة، وسط أعمال شغب غير مسبوقة كانت ذروتها مساء الأربعاء.