قال المهندس حسام صلاح عبد العال، مدير عام جهاز شؤون البيئة بوسط الصعيد، إن العثور على حيوان «الوَرل النيلي» بترعة الملاح بحي غرب أسيوط، هو أمر طبيعي وبيئته الطبيعية، وهو من فصيلة الزواحف ذات الدم البارد، واسمه الشائع بالإنجليزية Nile monitor والاسم العلمي (Varanus niloticus)، وهو من أكبر الحرشفيات الزاحفة في فصيلة الورليات، ويدعى الوَرل النيلي بسبب معيشته في الماء أو النهر، والوَرل النيلي ينتشر في المناطق الوسطى والجنوبية من القارة الأفريقية، لاسيّما على ضفاف نهر النيل في السودان ومصر، ولكنه لا يعيش في المناطق الصحراوية من القارة السمراء. وأشار إلى أن الورل يتواجد بانتشار واسع في أكثر من 30 دولة أفريقية، وهو حيوان لاحم، ومتنوع الغذاء للغاية، ويلتهم الحشرات والقواقع والديدان صغيرًا والفئران والزواحف والقوارض والأسماك والبيض يافعا، وعامة الورل من آكلي الرمم، فهو ينظف البيئة من الجيف والحشرات والعقارب والقوارض. وأضاف أن الورل النيلي لا يعتبر من الحيوانات المفترسة للإنسان، وهو مدرج ضمن قرار وزير الزراعة رقم 21 لسنة 1989، الذي ينص على حظر صيده او الإتجار فيه بشكل غير مقنن، ومدرج ضمن الملحق 4 لقانون البيئة 4 لسنة 1994 ولائحته التنفيذية وتعديلاتهما. حيث إن عمليات الإتجار فيه من الطبيعة مباشرة، تحتاج إلى موافقة مسبقة، والورل واسع الانتشار وغير مهدد بالانقراض وتبلغ إناثه عند طول 36 سم أو 24 شهرا وتضع الإناث صغيرة الحجم من 12: 24 بيضة، بينما الكبيرة تضع من 40: 60 بيضة، ويستغرق البيض من 6 إلى 10 شهور لتخرج الصغار، ويكون ذلك بشكل رئيسي بين فبراير وأبريل. وذكر مدير شؤون البيئة، أن تواجد الورل النيلي في مناطق النيل وفروعه والترع والمصارف والأراضي الزراعية المحيطة أمر طبيعي، لأن ضفاف نهر النيل هي بيئته الطبيعية مع زيادة أعداده كلما اتجهنا جنوبا، وأنه قد يتحرك إلى اليابسة بحثا عن غذائه من الجيفة، وهذا أمر طبيعي خلال دورة حياته ويشاهد في المياه بشكل أكبر خلال فصل الصيف، معتمدا على الأسماك في غذائه، وقد يلجأ للبيات الشتوي خلال البرد القارص، ولا يهاجم الإنسان ولكن يدافع عن نفسه بالذيل غالبا في حالة مهاجمته. وأكد عبد العال، انه لا داعي للذعر أبدا من هذا الحيوان، مؤكدا أن في السنوات الخمس الأخيرة زادت أعداد الورل النيلي بشكل ملحوظ، نظرا لتحسن حالة الترع والمصارف ضمن خطة الدولة ووزارة الري لتطويرها وتحسينها وإعادة تشغيل العديد منها وتطويرها، وهو ما حسن من الظروف البيولوجية لوضع آلاف البيض سنويا وتحقيق نسب فقس مرتفعة، في ظل خفض الملوثات وتشديد التجريم على تلويث مياه النيل وتحسين بيئة مياه النيل والمصارف والترع. وتابع، أن مما أدى أيضا إلى زيادة الأعداد في بيئات النيل المصرية، هو نقص بل انعدام الطلب عليه في التجارة المحلية الدولية، نظرا لتكاليف نقله المرتفعة وانخفاض سعرالجلود المستخرجة منه، في ظل تطور صناعة الجلود وتكلفة دباغة جلوده التي باتت مرتفعة وتكاليف إعاشته في الأسر، وعدم استخدامه كحيوان منزلي في السنوات العشر الأخيرة، نظرا لحركته العصبية السريعة مع الكائنات الأخرى في المنزل كالكلاب والقطط. وأضاف أن من الأمور التي جعلته ينتشر، هو عدم استخدامه كغذاء في ثقافة الطعام المصري، وتأثر تجارة الحياة البرية أيضا بجائحة كورونا، وكل هذا أدى إلى تحسن حالة النوع وزيادة أعداده في البيئات المصرية وظهوره في تجمعات في الأيام المشمسة بحثا عن الغذاء والتجمع حول الجيف في الشتاء وقبل موسم فقس البيض وظهوره المتكرر صيفا، إلا أنه ينبغي التأكيد على أنه من الزواحف والبرمائيات المسالمة جدا، بل إنه يحاول التخفي دائما عن نظر البشر والهروب منهم في الغالب.