بعد أن سئموا من سيطرة الولاياتالمتحدة على النظام الاقتصادي العالمي، قررت 5 دول اقتصادية ناشئة هذا الأسبوع أن تؤسس نسختين خاصتين بها من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. وتسعى البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، والتي يطلق عليها "بريكس"، إلى إيجاد بدائل للنظام العالمي الموجود حاليا، وفق هارولد ترينكوناس مدير مبادرة أمريكا اللاتينية في معهد بروكنجز. وفي قمة تمتد من الثلاثاء حتى الخميس في البرازيل، ستكشف الدول ال5 عن نسختها من صندوق النقد الدولي، تمويل بحوالي 100 مليار دولار للتغلب على الأزمات المالية، يطلق عليه نظام الاحتياط المشروط، وستطلق أيضا بديلا للبنك الدولي، من خلال إنشاء بنك جديد يقرض مشروعات البنية التحتية في العالم النامي. ولدى صندوق النقد الدولي أصول بأكثر من 300 مليار دولار، فيما تبلغ أصول البنك الدولي 490 مليار دولار. وستستثمر كل دولة من دول "بريكس"، 10 مليار دولار في البنك الذي سيطلق عليه "بنك التنمية الجديدة"، ويتوقع أيضا أن تزداد أصول البنك 50 مليار دولار عندما توقع المزيد من الدول على الاتفاقية. ومازالت دول "بريكس"، تتناقش بشأن المقر الرئيسي للبنك، في شنجهاي أو في موسكو أو في نيودلهي أو في جوهانسبرج. ويعتبر تحديد مكان المقر الرئيسي جزءا من خلاف كبير يسعى لمنع الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم، من الهيمنة على البنك الجديد بالطريقة التي هيمنت بها الولاياتالمتحدة على البنك الدولي، ومقره واشنطن. وبغض النظر عن خلافاتهم، تتشارك دول (بريكس)، في رغبة أن يكون لها صوت أعلى في السياسة الاقتصادية العالمية. فبعد عقود من النمو السريع، تملك الدول ال5 حوالي خمس نشاط الاقتصاد العالمي، وكل منها له تجارب مؤلمة فيما يتعلق بالهيمنة الغربية على الاقتصاد، فقد عانت دول منها من عقوبات اقتصادية فرضتها عليها القوى الغربية، أو اضطرت إلى فرض استقطاعات كبيرة في الميزانية والانصياع لشروط مجحفة من أجل أن تكون مؤهلة للحصول على قروض صندوق البنك الدولي الطارئة.