شهدت قرية الخياطة، معقل الجماعة الإرهابية، مساء أمس، أحداث دامية في ذكرى "الحرس الجمهوري"، ووقعت اشتباكات عنيفة بين أعضاء الإخوان والأهالي، بدأت قبل صلاة المغرب وتجددت بعد صلاة التروايح. بدأت الأحداث، حينما انطلقت مسيرة للإخوان من منطقة حلمي شتا، حيث وقعت اشتباكات بين الأهالي والمتظاهرين وتبادل الطرفان السباب، تبعها إطلاق الإخوان أعيرة نارية صوب منازل الأهالي، بحسب رواية شهود عيان ل"الوطن"، وسرعان ما تجددت الاشتباكات مرة أخرى بعد صلاة التروايح بين الأهالي وأعضاء التنظيم، عقب إطلاق الأخيرين الأعيرة النارية تجاه منازل الأهالي، ما أسفر عن إصابة 5 أشخاص، وتفرق الطرفان عقب إطلاق مجهول طلقة من مأروطة في الهواء لتفريق الجمع، ولم تقع أي إصابة في صفوف الإخوان. "الوطن"، التقت المصابين وشهود العيان في أحداث العنف الدامية التي شهدتها القرية، فعلى أسرة المستشفى التخصصي بدمياط، ترقد أجساد ضيئلة مغطاة بملابس ملخطة بالدماء بسبب الإصابة برش الخرطوش، حيث تمددت أجسادهم على الأسرة بقسم الطوارئ في حالة يرثى لها، وبجوارهم والدتهم التي لم تكف عن البكاء، تناجي ربها أن ينجي له نجلها وشقيقاه الآخريين، بعد أن أصيب أبنائها الثلاثة في الاشتباكات، ولولا العناية الإلهية للقي اثنين منهم ربهما. يروي السيد نعيم عوض (25 عامًا)، مصابًا بخرطوش في فخذه ورأسه ويداه، ما حدث معه، قائلًا "بعد الإفطار أمس توجهت لأحدى مقاهى القرية لاحتساء كوب شاي، وسرعان ما تحركت أنا ونجل خالتي وشقيقي لمنزلنا للاطمئنان عليه، بعد تلقينا تهديدات على أيدي الإخوان قبل الإفطار بالانتقام منا، لضبطنا أحد عناصرهم المسلحة المشاركة بالمسيرة، وهو يطلق الأعيرة النارية صوب منازل الأهالي لإرهابهم، فقمنا بتسليمه لقوات الشرطة وعثرنا بحوزته على 50 جنيهًا، وأعترف قبل تسليمه للقوات بتحصله على هذا المبلغ من أحد القيادات الإخوانية بالخياطة مقابل إطلاقه النيران على المعارضين، وحينها توعد لنا عدد من قيادات الجماعة بالانتقام منا". وأضاف "على بعد خطوات من منزلنا، هاجمنا عدد من قيادات الإرهابية، بحوزتهم مقاريط وخرطوش وطبنجات وآلي وأطلقوا علينا الخرطوش بشكل عشوائي، ما أسفر عن إصابتي وشقيقاي واثنين آخريين"، مؤكدًا وجود عناصر ملثمة في الاشتبكات، وهم غرباء من خارج الخياطة، استعانت بهم الجماعة للإعتداء على المواطنين. بدوره، قال صالح شبكة، شاهد عيان، ل"الوطن"، "قبل صلاة المغرب انطلقت مسيرة للإرهابية من أمام منزل القيادي الإخواني شاكر عز الدين، وشارك في المسيرة عدد كبير من الملثمين والغرباء الذين لم نراهم من قبل، وكانوا مستعدين بكافة أنواع الأسلحة وكأنهم خرجوا للجهاد وليس مجرد تظاهرة تنظمها الجماعة، وفور رؤيتهم للمدعو رزق شبكة مخبر شرطة، أطلقوا صوبه النيران ولكنه تمكن من الهرب، بينما هرب عناصر الجماعة بالشوارع الجانبية للخياطة". وطالب صالح، قوات الأمن بجمع كافة الأسلحة التى بحوزة عناصر الإرهابية وإلقاء القبض على العناصر المتورطة في الشروع في قتل مواطنين، متهما قوات الشرطة بالتخاذل وعدم إلقائها القبض على المتورطين في العنف فور وقوع الأحداث. فيما جلس سعد حسن شبكة (70 عامًا)، شقيق مخبر الشرطة الذي أطلق عليه الإخوان النيران وخال المصابين، على أحد أسرة المشفى متكئًا على عكازه لا يقوى على الهمام لخطوات، قائلًا "الإرهابين اقتحموا منزلي عشان شقيقي مخبر شرطة، وأصابوا زوجتي وحطموا مقتنيات شقتي بالكامل، رغم أنني لم أقول يوما أني مؤيد للسيسي أو خلافه". وحصلت "الوطن"، على أسماء المصابين من الأهالي، وهم: عطية نعيم عوض (38 عامًا- مصاب بطلق خرطوش بالظهر والرأس) وصادق عبده الحلاج (60 عامًا) وأحمد رزق شبكة (24 عامًا- مصاب بخرطوش بالرقبة والرأس) ومحمد نعيم عوض (25 عامًا- مصاب بخرطوش في الرأس واليد) والسيد نعيم عوض (25 عامًا- مصاب بخرطوش بالرأس والرقبة والفخذ). فيما تحولت قرية الخياطة، في الساعات الأولى من صباح اليوم، لثكنة عسكرية، وسيطرت قوات الجيش الثاني الميداني والداخلية على مداخل ومخارج القرية بعد الأحداث الدامية التي وقعت أمس، واقتحمت القوات الخياطة وفرضت سيطردتها على مداخل ومخارج القرية من اتجاه منطقتي القبلية وحلمي شتا، وألقت القبض على عدد من المتورطين في الأحداث، خلال حملة أمنية مكبرة على معقل الإرهابية بدمياط. وقطع عناصر الإرهابية طريق "عزبة البرج - الخياطة"، من منطقتي الجواهرة وحلمي شتا، وأضرموا النيران في إطارات السيارات، فضلًا عن إطلاقهم الشماريخ والأعيرة النارية اتجاه القوات، التي ردت بدورها بإطلاق النيران عليهم، وسمع الأهالي دوي إطلاق أعيرة نارية كثيفة من اتجاه منطقة القبلية.