سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حكايات لعب الكرة ب«رؤوس القتلى» فى «الدولة الإسلامية» الخوارج الجدد يعتمدون على «منهج» التكفير والقتل والإعدام.. ويفتون ب«وجوب» قتل المدنيين وغزو العالم لنشر الدعوة
لم يعد من قبيل المفاجأة رؤية أحد أتباع «داعش» وهو يقطع رأس أحد مخالفى التنظيم، بل وصل الأمر بالجماعة التكفيرية إلى لعب الكرة برؤوس قتلاها، مدعية أن خالد بن الوليد كان يقطع رؤوس الكافرين. «داعش» جماعة من جماعات التكفير بامتياز، إذا أخذنا بالتصنيف السابق ولم نصنفها وفق الملامح العامة للجماعات المسلحة التى تستند إلى بعض المعالم الفكرية الفقهية، كمفهوم التترس، والعذر بالجهل، ومن ناحية الأفكار السياسية، تحريم الديمقراطية والمجالس النيابية وتكوين الأحزاب، ومن ناحية الأفكار الاستراتيجية، الاعتماد على السرية والتكوين وفقه الحركة. ويجب أن نعرف أن «السلفية الجهادية» و«التكفير» و«جماعة الجهاد» تنظيمات متعددة لكنها كلها رفعت أعلام «القاعدة»، وهى، على سبيل التوضيح، دوائر وحلقات، قد تتصل ببعضها أحياناً، أو تحدث تحولات لأعضائها والمنتمين لها فى أحيان أخرى، فيتحولون من هنا إلى هناك؛ لذا فإن الكثيرين يخلطون بين الجماعات التى تنتهج النهج التكفيرى، وترجع فى أصولها إلى جماعة التكفير والهجرة (جماعة المسلمين)، والقريب من منهجها كجماعة «التوقف والتبين»، على سبيل المثال، وبين المجموعات الأخرى التى ترجع فى أصولها إلى «السلفية الجهادية»، أو بين «جماعة الجهاد» التى تفرعت إلى خلايا ومجموعات عنقودية تحالفت مع تنظيم القاعدة. ومن يخلط بين جماعة التكفير والقائلين بتكفير الحكام مخطئ؛ إذ إن هناك خطوطاً فاصلة بين الثلاثة مكونات لحالة المجموعات الجهادية المسلحة. ورغم الانتشار الجغرافى للتنظيمات الحليفة ل«القاعدة» واختلافاتها، فإنها قريبة إلى حد ما من حيث ظروف النشأة، أو الأهداف المرحلية والتكتيكية، أو أساليب الحركة والفعل، أو أنماط التعامل مع ظروف ومعطيات البيئة المحيطة، إلا أن جماعات التكفير تختلف اختلافاً جذرياً عنها؛ إذ إنها بمثابة جماعات منكفئة على ذاتها ولا تؤمن سوى أنها جماعة المسلمين، وأن البيعة تجب لأميرها، وأن غير المنتمى لها هو كافر خارج من الملة. وببساطة فإن «الظواهرى» وحلفاءه أصّلوا لفكرة القتال دون تكفير، والحرب المسلحة حول الشريعة، والسلوك السياسى للحاكم، أما «داعش» فتأخذ بمذهب إيجاب قتال غير المسلمين (إطلاقاً)، وغزو العالم لنشر الدعوة، وجواز قتل المدنيين، ووجوب بيعة أميرها «البغدادى»، وتكفير الشيعة خاصة وعامة، ووجوب قتالهم وقتلهم، وتكفير من يحكم بالقوانين الوضعية، وكفر أعوان الحاكم، وبين هذا وذاك تتشابه معها بعض الخلايا والمجموعات فى نقطة أو ملمح تكفيرى. عقيدة «داعش» الخوارجية تتلخص فى التوسع فى التكفير، والقتل بناء على التوسع فى التكفير، أو التوسع فى نظرية التترس، أو قتل من لا يبايع «البغدادى». الأهم أن «داعش» تكفر عوام المسلمين؛ لذا فقد امتحنت «الظواهرى» نفسه فى تكفير عوام الشيعة والإخوان، بما يذكر بالخوارج الأوائل الذين كانوا يدينون ب«الاستعراض»، أى استجواب الناس فى عقائدهم وقتلهم بناء على ذلك. وتعتقد «داعش» فى طاعة ولى الأمر، لكنه بالطبع ليس سوى أميرها «البغدادى» ووجوب البيعة له، وحرمة الإنكار العلنى لأفعاله، التى قد تعنى الكفر وتوجب القتل. وتأخذ «داعش» بنواقض الإسلام العشرة التى ذكرها الشيخ محمد بن عبدالوهاب، ومن بينها: «من لم يكفّر المشركين أو شك فى كفرهم أو صحح مذهبهم كفر إجماعاً»؛ لذا فهم يكفرون من لم يكفّر من حكموا عليه بالكفر. وتسهب «الدولة الإسلامية فى العراق والشام» فى الحديث عن أنواع التوحيد الثلاثة: الألوهية والربوبية وتوحيد الأسماء والصفات، التى يحدد على أساسها المسلم صحيح الاعتقاد من غيره لديها؛ لأن الإيمان بتوحيد الربوبية لا ينفى الشرك، على قاعدة القسمة الثلاثية للتوحيد، الذى لا يكتمل إلا بتوفيرها جميعاً، وبمعنى آخر، فإن كل من لا يؤمن بالتوحيد بأنواعه الثلاثة يصبح حُكماً مشركاً، بصرف النظر عن مذهبه، سنياً كان أم شيعياً. كما ترى أن قتال أئمة الكفر من المسلمين أولى من قتال الكفار الأصليين؛ فعندها أن كفر الردة أغلظ من الكفر الأصلى، وجهاد الدفع مقدم على جهاد الطلب، والبدء بجهاد من يلوها من الكفار أولى من جهاد من هم أبعد. وفى التعامل مع أتباع الديانات الأخرى، ترى تخييرهم بين الدخول فى الإسلام، أو دفع الجزية، أو القتال. ويتحدث أعضاء لجنة «داعش» الشرعية عن الردة؛ حيث قسموها إلى قسمين: ردّة مجردة، وردة مغلظة، وأن التوبة مشروعة فى الأولى دون الثانية، بمعنى أن الردّة المجردة لا يتبعها أذى ولا حرب ولا شتم للإسلام والمسلمين، بعكس المغلّظة، وهذه لا يستتاب صاحبها ولا تقبل توبته بعد القدرة عليه؛ لذا هم لا يقبلون توبة الشيعة أو توبة جنود بشار الأسد. وعقيدة الداعشيين فى الحكّام تختلف عن عقيدة «القاعدة» التى ترى الطاعة لولاة الأمر ما أقاموا الصلاة فى الرعية؛ إذ يعتبرون أن مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين أدت إلى كفر كل الحكام وأعوانهم، وما يطبقونه على الحكّام أجروه على الفصائل الإسلامية المسلحة، مثل «جبهة النصرة»، وبهذا عدّوا أنفسهم الشرعية الوحيدة للجهاد فى الشام، ومن أبى البيعة لدولتهم عدّوه مرتداً ومتآمراً على الجهاد والإسلام، ومتواطئاً مع اليهود والأمريكان. مشكلة «داعش» أنها وضعت فرضيات وصَدّقت أنها «دولة الإسلام فى العراق والشام»، وأن بذل البيعة لها حق مسلم به، حتى باتت تستبيح قتل مخالفيها، مثلما فعلت بمن وقع بيدها من جبهة النصرة وغيرها من التنظيمات الإسلامية؛ لأنهم بحسبها مرتدون، وغداً سيستبيح مقاتلوها قتل كل من خالفهم ولم يبايعهم، وسيستدلون لقتلهم باستدلالات فاسدة، وسيقولون نقاتلهم كما قاتل الصحابة إخوانهم وبنى عمومتهم فى بدر وأحد، وهذا استدلال فى غير محله، والإسلام أنقى وأبقى من أن يخدم رسالته من يشوّه صورته، مثلما قتلوا بكل بشاعة موحدين بشبهة الردة، وتناسوا هدى النبى، صلى الله عليه وسلم، الذى استنكر قتل أسامة بن زيد لرجل شهد أن لا إله إلا الله. «داعش» هم خوارج بامتياز، والخوارج على طول التاريخ لم يقيموا دولة، وكلما خرج منهم قرن كُسر؛ ولذا ستندحر دولتهم وينكسرون. الأخبار المتعلقة «داعش».. المؤامرة الأمريكية لتقسيم المنطقة مركز أبحاث كندى: التنظيم ليس إلا «أداة» لخدمة مصالح «واشنطن» «التنظيم».. من الانهيار والتفكك إلى دولة الخلافة مصر التى هزمت «داعش» هكذا انشأ ابن «القاعدة» العاق: معركة على الزعامة وسرقة «أسلحة».. وحتى تكفير «الظواهرى» دولة.. على «أطلال» الإمبراطورية العباسية «البغدادى» كما صنعه الأمريكان: عنيد.. انتهازى.. وقاسٍ لا يرحم