حالة من السخط الشديد تتصدر المشهد، أحاديث جانبية بين السائقين، تعلو فيها الأصوات تتخللها عبارات تنتقد الحكومة وأخرى تنتقد السيسي، بقايا إضراب لسائقي الميكروباصات، وسط تواجد ضعيف من المواطنين، هي أهم الملامح التي تصدرت المشهد في موقف "كوبري الخشب" بالدقي. "اللي مش عاجبه ينزل.. أنا مش هاحط الفلوس في جيبي"، عبارة حادة ألقاها أحد السائقين للركاب، لإنهاء حالة الرفض والتذمر التي أصابت الركاب اعتراضًا على زيادة الأجرة، على خلفية قرار مجلس الوزراء بخفض الدعم وزيادة أسعار البنزين والسولار، منذ الساعات الأولى من صباح اليوم. "رفع الدعم خراب وظلم للناس، وهكون مضطر أرفع مطواة على حد أو أسرق عشان أقدر أصرف على أولادي" حالة السخط امتدت ل"حسن"، محصل "الكارتة"، الذي قال ل"الوطن"، إنه تم تطبيق زيادة الأجرة على الركاب بمتوسط من ربع إلى نصف جنيه حسب المشوار، وسط استنكار ورفض من البعض. أما محمد يحيى، سائق ميكروباص، قال إن زيادة أسعار الغاز والسولار تؤثر بالتبعية على زيادة أسعار الكاوتش وقطع الغيار، وهو ما يمثِّل إرهاقًا كبيرًا على كاهل المواطن، معلِّقا "إحنا بعد ما انتخبنا السيسي تكون من أول قرارات حكومته رفع الدعم عن الغلابة والمحتاجين". ومن خلال مظاهر تصعيد لحالة الرفض التام لرفع الدعم، شدد العاملون بالموقف على لجؤهم إلى الاعتصام والإضراب في حالة استمرار القرارات الحكومية المتعسفة ضد محدودي الدخل، على حد تعبيرهم، وإنها لن تزيد الشارع إلا فوضى وغضبًا. وعلى الجانب الآخر، يعتبر المواطن المصري هو المتضرر الرئيسي من قرار رفع الدعم وزيادة الأسعار كما قال عمرو نبيل، مشيرًا إلى أن الدولة تحاول سد العجز في الموازنة من خلال زيادة الأعباء على المواطنين، بينما اختلف معه أحد المواطنين قائلًا "إحنا لازم نستحمل شوية عشان الوضع حرج وعشان الحال يمشي"، وطالب الحكومة بتفعيل الضرائب التصاعدية على كبار رجال الأعمال. "الحكومة بهذا القرار تأخذ الأموال من الفقراء لصالح الأغنياء" هكذا عبَّرت منال عاطف، موظفة، عن رفضها التام لزيادة أسعار البنزين الذي سيترتب عليه ارتفاع أسعار السلع الغذائية ووسائل النقل والمواصلات اليومية بشكل يفوق طاقة طبقة محدودي الدخل. وبين مؤيد و معارض يبقى الحال كما هو عليه، لينتظر الجميع بتوجس ظهور شبح رفع الدعم بين الحين والآخر.