ما أصعب البحث عن لقمة العيش، وما أقسى أن تفقد حياتك نظير ذلك، وفوق كل هذا وذاك يدفع ثمن هذا الفقدان أب حزين وأم صابرة تنتظر احتضان جثمان ابنها ولو للحظات قبل الوداع الأخير، لقد مات حسين غرقاً. يجلس الأب المكلوم أمام منزله يُحيط به أبناءه الثلاثة، وأقاربهم وجيرانهم يواسونهم ويشدون من أزرهم، فيما تنتحب الناس حول والدته التي تفقد وعيها مرارًا وتكرارًا وما أن تفتح عينيها تردد جملة واحدة فقط «أنا راضية إنه يموت بس هاتوه أدفنه عشان أعرف أزور قبره» تلك حالة أسرة حسين أحمد عبد الحميد الجارحي 21 عامًا وشهرته حسين أحمد سكر الذي فقد حياته خلال رحلة البحث عن «لقمة العيش» من خلال الهجرة غير الشرعية، حيث غرقت المركب التي كان يستقلها من ليبيا بمنطقة صبراتة. يقول هاني علي سليمان «خال حسين» في تصريحات ل«الوطن» إنّ الظروف القاسية اضطرت حسين للسفر إلى ليبيا تمهيدًا للهجرة غير الشرعية إلى إيطاليا حيث أنّ لديه 4 أشقاء أكبر منه وحالتهم المادية بسيطة جدًا، وأصر «حسين» على السفر أملًا في الحصول على عمل وتوفير حياة كريمة لأسرته ومساعدة أشقائه في الزواج وبناء منزل له ليتمكن من الزواج دون الحاجة لأحد. وأضاف أنّهم فوجئوا باتصال هاتفي من أقاربهم في ليبيا يخبروهم أنّ «حسين» مات غرقًا رفقة سعيد عبد الحميد محمد، وأنّه تم العثور على جثمان سعيد عبد الحميد محمد ولم يتم العثور على جثمان نجل شقيقته، أو ربما أنّه يكون في المستشفى ولم يتم التعرف على جثته. وطالب هاني الدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم، بالتدخل والتواصل مع مسؤولي وزارة الخارجية، بالتواصل مع ليبيا والبحث عن جثة حسين وإعادتها إلى أهله ليتمكنوا من تكريمه وتشييعه إلى مثواه الأخير بمسقط رأسه بقرية الغرق التابعة لمركز إطسا بمحافظة الفيوم، رأفةً بحالة والدته ووالده. وكانت دورية مركز شرطة صبراتة المدنية بدولة ليبيا عثرت على جثث 4 مصريين على شاطي البحر، وتبينّ أنهم ماتوا غرقًا خلال محاولتهم السفر إلى إيطاليا بطريقة غير شرعية، وتم التعرف على جثتي شخص يُدعى سعيد عبدالحميد محمد، وثلاثة جثث مجهولة.
