تتواصل الحكايات، في عالم ألف ليلة وليلة، وتقص شهرزاد على ملكها شهريار، وتبلغ الملك بالكلام المباح، لتفلت رقبتها من يد "مسرور السياف"، فها هي تحكي عن "علي بابا" و"ياسمين"، وأخيه التاجر "قاسم" الطماع الشرير، وكنوز المغارة، وسر الحرامية الأربعين. القصة التي تعددت أصولها، فالبعض قال إنها ترجع ل"الليالي العربية"، أو "ألف ليلة وليلة"، وآخرون قالوا إن المستشرق الفرنسي "جالان"، نسجها من وحي الخيال، وأدخلها في ترجمته لكتاب "ألف ليلة وليلة"، ولكن مهما كان الأصل، فقصة "علي بابا" أصبحت أثرًا شعبيًا في العالم العربي، فأدخل عليها القصاصون شخصيات جديدة، وساقوها في أشكال عديدة، فهناك من حوَّلها إلى فيلم، وآخرون حوَّلها إلى مسلسل، وبعض الروائيين والمؤلفين أخذوا منها فكرة لقصص جديدة، وأنتجوا منها نسخًا عديدة. وفي إحدى الليالي، قالت "شهرزاد" لمليكها "شهريار": "بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد، أن شخصًا يدعى علي بابا، كان يعيش في فقر وعوز وحاجة، بينما أخوه والذي يدعى قاسم؛ كان يعيش عيشة مليئة بالرغد والرفاهية والمال والعز، ولم يكن قاسم يهتم لحاجة أخيه علي بابا، حيث كان يمارس التجارة، وكان لدى قاسم جارية تدعى (مرجانة)، كانت هي اليد الحنون، فقد تربَّت على قلب علي بابا". وتتابع "شهرزاد" سرد القصة، وتحكي: "أن ذات مرة ذهب علي بابا في رحلة تجارة، وعندما أتى عليه الليل اختبأ خلف صخرة في وسط الصحراء، اكتشف فيما بعد أنها مغارة، حين رأى مجموعة من اللصوص، إلى الجبل يتوجهون، وما أن وصلوا المغارة قالوا: (افتح يا سمسم)، فانشق الجبل وفتحت لهم المغارة ودخلوا إليها، وبقي علي بابا، ينتظر اللصوص ليخرجوا من المغارة، ويفتحها هو بالعبارة السرية (افتح يا سمسم) ليدخل هو إليها، ويجمع كل ما أُتيح له من كنوز، ويعود بها إلى مسكنه لتتغير حاله إلى الغنى والرخاء". وفي حبكة الحكاية: "أرسل علي بابا مرجانة لتقوم باستعارة مكيال من أخيه قاسم، راود الشك زوجة قاسم، حيث شكَّت في أمر علي بابا، فهو ليس لديه ما يكيله، فوضعت العسل في قاع المكيال لتعرف ماذا أراد علي بابا أن يكيل، ولما عاد المكيال إلى زوجة قاسم، نظرت إليه فإذا بعملة نقدية قد التصقت به، فدفعت زوجها قاسم إلى مراقبة أخيه ليكتشف سر المغارة، لحق قاسم بأخيه وعرف مكان المغارة واستطاع أن يدخل إليها، ونتيجة لطمعه بالمال، بقي جالسًا فيها يكنز الذهب، وأثناء وجوده في المغارة، جاء إليها اللصوص وقبضوا عليه، فأرشد اللصوص عن علي بابا، الذي دلَّه على المغارة، فتنكَّر قاسم واللصوص في زي التجار وذهبوا إليه حاملين معهم الهدايا، وكانت الهدايا عبارة عن أربعين قدرًا مملوءة بالزيت، واستضاف علي بابا الضيوف وأمر جواريه أن يعدوا الطعام، إلا أنهم لم يجدوا لديهم الزيت، فلجأوا إلى قدر التجار الأربعين فوجدوا أن بها أربعين حرامي، فأخبرت مرجانة علي بابا بذلك، فأمرها أن تضع حجرًا على كل قدر حتى لا يستطيع اللصوص أن يخرجوا من القدور، وتزوج علي بابا بمرجانة وعاشا سعيدين غنيين".