قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن الصبر من القيم الإنسانية المهجورة، التي لو تبناها الإنسان، لتحقَّق له الخير الكثير في حياته، وإن الصبر من أكثر القيم الأخلاقية المذكورة في القرآن الكريم أكثر من 90 مرة، وأُمِرَ به النبي - صلى الله عليه وسلم- وأُمِرَ به المسلمون، ورتب الله عليه جزاءً عظيمًا، وهو سلاح المسلم في هذه الحياة المليئة بالمصائب والنوازل والمشقات، التي يجب أن نتعامل معها بالصبر عليها إلى أن تتبدل الأمور وتتغير الأحوال، ولا يعني هذا استسلام الإنسان لما ينزل به من مصائب ونوازل ومتاعب ومشقات، بل هو مدعو شرعًا وعقلاً لأن يَردَّ عنه ما يحيق به من مضار وآلام، فإذا كان الأمر فوق طاقته، فعليه أن يتسلح بالصبر، بدلاً من الجزع واليأس والأمراض النفسية والعصبية. وأضاف الطيب، في تصريحات إعلامية، أن الإنسان الذي يتبرَّم ويتضجر بما ينزل به، ويشكو للناس، ويقول: حظي كذا وكذا، فهو لا يصبر صبرًا جميلًا، لأنه يتبرَّم ويتضجَّر، ويشكو الله- تعالى - إلى خلقه، فمن يندب حظه، هو بمثابة من يشكو ربه، وهذا صبرٌ غير جميل، ومن يتجرع الصبر ولا يشكو ولا يجزع، فهذا هو الصبر الجميل. وأوضح شيخ الأزهر أن الصبر أنواع كالصبر على الطاعات، والمعاصي وتصاريف الأقدار والابتلاءات، كما أوضح أن حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - وحياة الأنبياء بشكلٍ عام كانت حياة كفاح ومشاق؛ لتغيير أخلاق الناس والمجتمعات، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سيد الصابرين، ومع ذلك يوصيه القرآن الكريم بأن يكون دائمًا صابرًا.