سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الدابودية» و«الهلالية» يتمّان الصلح فى ذكرى ثورة يونيو: «عفونا عن الدم لوجه الله ورسوله والحاضرين» ولاة الدم وقيادات القبيلتين يتبادلان العناق.. و«الهلالية» تعتذر ل«الكوبانية» و«الشلالية» عن القتل الخطأ
«عفونا عن الدم لوجه الله ورسوله والحاضرين».. بهذه الكلمات أخمدت قيادات قبيلتى «الدابودية» و«الهلالية»، نار الثأر بينهما، لتعلن رسمياً إتمام الصلح فى ذكرى ثورة 30 يونيو، وذلك خلال مؤتمر عُقد، مساء أمس الأول، فى الصالة المغطاة بطريق السادات فى محافظة أسوان، وسط تكبير وتهليل مئات الحاضرين. وشهد المؤتمر حضور اللواء مصطفى يسرى، محافظ أسوان، واللواء حسن السوهاجى، مدير الأمن، والدكتور عباس شومان، وكيل مشيخة الأزهر الشريف، والسيد محمود الشريف، نقيب أشراف مصر، واللواء سعد زغلول مساعد وزير الداخلية لجنوب الصعيد، والدكتور منصور كباش، رئيس جامعة أسوان ورئيس لجنة المصالحة، والعميد وسام عبدالحافظ، قائد قطاع أسوان العسكرى، وأعضاء اللجنة العامة والقيادات الأمنية والدينية والحزبية والقوى السياسية والتنفيذية وكبار مشايخ القبائل الأسوانية. وتبادل عارف صيام، من قبيلة الدابودية، وسعودى أحمد، من قبيلة بنى هلال، التعهد بالعفو والصفح، قائلين: «بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، نتقدم نحن بالنيابة عن تفويض ولاة الدم وأسر وعائلات الدابودية والهلالية، بالعفو والصفح عن الدم الخاص بنا، وذلك لوجه الله ورسوله وللحاضرين أجمعين»، وارتفعت أصوات التكبير والتهليل من جميع الحاضرين، وتصافح وتعانق ولاة الدم وقيادات القبيلتين الدابودية والهلالية، وسط دموع الفرحة بالعفو والصفح. واعتذر ممثلو القبيلتين للمصريين عما بدر منهما أثناء الاشتباكات التى حدثت فى أبريل الماضى، وخلفت 26 قتيلاً، كما اعتذرت «بنى هلال» لأبناء قبيلتى «الكوبانية» و«الشلالية» عن قتلها شابين أحدهما «كوبانى» والآخر «نوبى». وقدم محافظ أسوان فى كلمته الشكر والتقدير للرئيس عبدالفتاح السيسى، والمستشار عدلى منصور، رئيس المحكمة الدستورية العليا، والمهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء، ووزراء الدفاع والداخلية والتنمية المحلية والأوقاف. وقال المحافظ إن دعمهم وتوجيهاتهم المباشرة بإتاحة كل الإمكانيات الحكومية والأمنية، لحل الأزمة، كان لها دور حيوى فى احتواء الفتنة، بالتوازى مع الرعاية الكريمة والمتابعة الدؤوبة للموقف أولاً بأول من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف. وناشد «يسرى» أهل أسوان، بمختلف أطيافهم، ضرورة التكاتف والتماسك فيما بينهم لمواجهة الفتن والشائعات والدعوات الهدّامة من أجل الحفاظ على محافظتهم العريقة، مشدداً على ضرورة الحفاظ على الأمن والاستقرار بأسوان، لتعود إلى سابق عهدها قبلة للسياحة العالمية وقلعة للصناعة المصرية وملتقى للحضارات والثقافات والفنون. وقدّم المحافظ الاعتذار لكل سيدة أو فتاة أو طفل أو شيخ كبير واجه الترويع والخوف من هول الأحداث المؤسفة بين القبيلتين، خصوصاً أن ما حدث يتعارض مع ما توارثه أهل أسوان من أجدادهم على مر التاريخ من الطيبة والسماحة والبشاشة والتماسك والعفو والكرم. وأكد فخره واعتزازه بوعى وحكمة وصلابة أولياء الدم وكبار قبيلتى الدابودية وبنى هلال، ووعيهم وحسهم الوطنى الصادق، الذى دفعهم لإعطاء القدوة والمثل. وأشاد الدكتور عباس شومان، وكيل مشيخة الأزهر، بالدور الذى قام به جميع المسئولين فى إتمام المصالحة، رغم الضغوط والعقبات التى واجهتهم، مشيراً إلى أن فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وضع إتمام المصالحة فى مقدمة أولوياته. وأعرب «شومان» عن تمنيه أن يجتمع شباب بنى هلال والدابودية فى مسجد واحد، وعلى مائدة واحدة، وأن يتقدّموا بالشكر والحمد لله عز وجل على رفع العداوة والبغضاء من بين القبيلتين، وإتمام هذا الصلح الذى يُعتبر فرحةً لمصر كلها. من جهته، قال الدكتور منصور كباش، رئيس لجنة المصالحة ورئيس جامعة أسوان: إن الاشتباكات بين العائلتين كانت صدمة مؤلمة للجميع، مما حدا بقيادات الدولة إلى الإسراع بالتدخل، والعمل على قدم وساق لاحتواء الموقف فى أيامه الأولى ووقف نزيف الدم والسعى الحثيث نحو ترميم الخسائر النفسية. وأوضح أن اللجنة نجحت فى حصر المشكلة فى مكانها بمنطقة السيل الريفى، وعدم امتداد هذا الخلاف خارج هذا المكان تحت أى ظرف. وطالب «كباش» الأطراف المعنية من العائلتين الدابودية وبنى هلال، بتحمل المسئولية كاملة فى الحفاظ على الصلح لتحقيق الاستقرار داخل محافظة أسوان.