أثبتت كرة القدم وحدها أنها الوحيدة القادرة على توحيد العالم تحت راية واحدة وعلم واحد وملعب واحد وفى مدرج واحد، والملعب والعلم والمدرج لا يعرفون إلا انتماء واحداً تذوب فيه الأديان والأعراق واللغات والألوان، وينبذ المدرج العنصرية ويبقى الانتماء هو الهدف الأسمى والقوة الناعمة التى تُحرك العالم أجمع، وقد أصبحت كرة القدم هى مصدر الانتماء والوفاء، وكأس العالم أكبر دليل، والدليل المحلى أننا لم نشاهد الأعلام المصرية إلا فى خمس مناسبات فقط: 3 مناسبات رياضية، ومناسبتان وطنيتان، فقد كانت الأحداث الرياضية فى كؤوس الأمم الأفريقية 2006 و2008 و2010، حينما حملت الجماهير المصرية الأعلام وخرجت إلى الشوارع فى فرحة فوز مصر، ثم تجدد الانتماء فى ثورتى 25 يناير و30 يونيو، وهذه هى كرة القدم. ولأن العالم بأسره يعرف أن كرة القدم تذيب أى فوارق وتقرب الجميع وتجلسنا جميعاً على مقعد واحد، بل وتشكل الانتماء، لجأ الكيان الصهيونى إلى حيلة جديدة تؤكد أن أعداء الوطن لا يفوتون الفرص الحقيقية للتقرب من الشعب المصرى، وأؤكد على دهاء هذا الخصم الذى يلعب مع المواطن المصرى الغلبان مباراة قذرة يستغل فيها حاجة المواطن البسيط لمشاهدة مباريات كأس العالم، ومن منا لا يريد مشاهدة متعة وقمة العالم التى تحدث كل أربعة أعوام، وأثبت الكيان الصهيونى أن طريقة اللعب اختلفت، وأن كرة القدم هى الطريقة المُثلى للوصول لكل بيت ومواطن مصرى بإرادته ورغم أنفه، فعندما عقد الكيان الشيطانى الصهيونى اتفاقاً خاصاً مع قناة الجزيرة لتدمير المنطقة كان الاتفاق الأقوى أن تُدمر الجزيرة أو Bein sport المجتمع العربى وتشعل الثورات والحروب والفتن وتدخل إسرائيل لتجذب المواطن العربى بالقوة الناعمة لكرة القدم، فدعمت إسرائيل قطر من أجل الحصول على حق استضافة مونديال 2022، وما زالت تدعم. وحصلت إسرائيل على الثمن الغالى جداً، وهو الحصول على حق بث مباريات كأس العالم فضائياً على شبكات تليفزيون إسرائيل دون تشفير، وهو حق لا يجوز لأى دولة تقع فى حدود الحق الحصرى لقنوات Bein sport القطرية، وهو ما تغاضت عنه قطر لصالح إسرائيل بالاتفاق، ليبث التليفزيون الإسرائيلى مباريات كأس العالم على شاشته ليجذب دول الجوار بطُعم كرة القدم، ليتسابق الجميع فى مصر والدول العربية لتعديل الأطباق الفضائية للحصول على خدمات القمر الإسرائيلى «عاموس» لمشاهدة كأس العالم بالعبرى، ونجح المخطط القطرى الإسرائيلى فى جذب المصريين إلى مشاهدة تليفزيون إسرائيل على مدار اليوم، وتذكروا أن هذه القنوات أصبحت أساسية للمصريين وستستمر فى بيوتهم بفضل خديعة قطر وشيطان جهنم الصهيونى الذى لجأ للكرة ليدخل بها البيوت ويطبع ويغير ثقافة الكراهية لدى المصريين، بمساندة المدير الفنى الأمريكى الذى تنحى عن ملف كأس العالم 2022، لتستكمل قطر وإسرائيل المخطط حتى يخرج علينا أوفير جندلمان، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلى للإعلام العربى، ويقول: «أسمع أن الكثير من معجبى كرة القدم فى دول الجوار يشاهدون مباريات المونديال بالبث المباشر على القنوات الإسرائيلية، أهلاً وسهلاً بكم». وهذه الرسالة تؤكد الهدف الإسرائيلى، ووسط كل ذلك يقف وزير الشباب والرياضة المصرى، خالد عبدالعزيز، مرتعش الأيدى، فاقد القرار، مشاهداً الموقف دون أى قرار، فقط يبرر أنها ليست مسئوليته، وأنها مسئولية وزارة الإعلام، أو القائم بدلاً منها الآن، ولكننى أواجهه وأقول له: سيادة الوزير المحترم: أين الشاشات، وأين حق المواطن المصرى البسيط فى مشاهدة كأس العالم؟ الكل يخطط لاستقطاب الشباب وأنت شاهد على المُخطط بعجز شديد وبصمت أجبر شبابك على مشاهدة «عاموس»، أين مراكز الشباب والأندية والساحات والشاشات، أين الحلول؟ وعفواً أن كرة القدم التى ننظر إليها على أنها لعبة، أو بلغة «خلى الناس تتسلى» هى نفسها القوة الناعمة التى استخدمتها إسرائيل وقطر للتأثير ووزير الشباب والرياضة لم يفطن للخديعة. فاذا كان الوزير قادراً على دفع 2300 جنيه قيمة اشتراك كأس العالم، فالمواطن البسيط لا يجد إلا «عاموس» الذى سانده لمشاهدة المونديال وتذكروا أن كأس العالم هى بداية مشاهدة المصريين لقنوات إسرائيل التى سيعتاد عليها وتصبح جزءاً من ثقافته الفضائية، ليبدأ الكيان الصهيونى فى بث مناهجه داخل كل بيت مصرى دون محاذير، وهذه هى كرة القدم التى لا يقدرها وزير الشباب والرياضة.