يذهب عام ويأتي آخر، ويزورنا رمضان ثم يمضي ليعود إلينا سريعًا مرة أخرى، وكما يقولون "أهو كله من عمرنا"، فما زلت أذكر أن شهر رمضان كان بالأمس فقط، لا زلت أذكر ذلك الهتاف "رمضان جانا.. مرسي مش معانا" بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي، بل لن أكون مبالغًا إذا قلت إني لم أنسَ ذكرياتي الرمضانية، الطفولية منها والشبابية. "الدورة الرمضانية".. كانت إحدى أهم ذكرياتي في الشهر الكريم، كنت أهوى حراسة المرمى؛ نظرًا لأن حارس المرمى يحقق شعبية كبيرة ويكون الطلب عليه كبيرًا، بل وأحيانًا يصبح نجمًا متألقًا أكثر من المهاجم نفسه، وكنت ألقب ب"أوليفر كان"، الأخطبوط الألماني. صلاة التراويح والوقوف لساعات بين يدي الله، تواشيح النقشبندي قبل الأذان، ثم صوت الشيخ الراحل محمد رفعت وهو يرفع الأذان، ولا بأس من سماع بعض الأغاني الرمضانية، مثل "وحوي يا وحوي" وأخواتها. ثم جاء دخل عصر "البومب والصواريخ"، وجاء عصر "صافيناز وهيفاء"، ليتغيَّر الجو الرمضاني الهادئ الربَّاني الذي كنا نعرفه.. فعلًا، دوام الحال من المُحال.