قال الدكتور حسام مغازي، وزير الموارد المائية والري، اليوم، إن مشروع توشكي تعرض لظلم كبير وسنرفع الظلم من خلال التنمية الزراعية لأراضي المشروع وسيكون ملحمة للتنمية الزراعية المتكاملة تضاهي ملحمة بناء السد العالي حيث من المقرر أن تصل إلي 600 ألف فدان. وأضاف أن شركة الراجحي السعودية ستقوم بضخ ما يقرب من 500 مليون جنيه يناير المقبل لبدء استصلاح وزراعة 17 ألف فدان جديدة لزيادة المساحات المستهدف زراعتها ضمن الأراضي المخصصة للشركة في المشروع في المرحلة الأولي، وأن الحكومة توجه رسالة للمستثمرين بأنها معهم وسوف تساندهم لحل هذه المشكلات التي تواجه الشركات العربية العاملة في المشروع "الضخم". وأكد الوزير، أنه سيتم إعداد تقرير شامل عن الوضع الحالي للمشروع متضمنا العقبات التي تواجهه والحلول المقترحة لعرضها إلي الرئيس عبدالفتاح السيسي بناءً علي تكليفاته للحكومة. وأضاف "مغازي"، في تصريحات صحفية علي هامش جولته بالمشروع، أن المستثمرين العرب بالمشروع أبلغوه بأن الحكومة السعودية تقدم دعمًا كبيرًا لرجال الأعمال السعوديين لتشجيعهم للاستثمار في مصر، وبخاصة في مجالات إنشاء الصوامع لتخزين الحبوب والتركيز علي زراعة المحاصيل الاستراتيجية اللازمة لتقليل الفجوة الاستهلاكية، مشيرًا إلي أن هناك مستثمرين جاهزين للاستثمار في توشكي فيما تكثف الحكومة جهودها لبحث العقبات التي تواجه المستثمرين وحلها بالتنسيق بين الجهات المعنية. وأوضح أن تحقيق أهداف التنمية الزراعية في توشكي ستكون قادرة علي إضافة رقعة زراعية جديدة إلي مصر تساهم في زيادة الصادرات الزراعية لمصر، وبخاصة وأن منطقة المشروع تمتلك ميزة نسبية في نوعية الإنتاج وجودته التي تزيد من الطلب العالمي علي هذه المنتجات النظيفة. وكشف وزير الري أنه سيتم إعداد خطة لإقامة قنطرة للتحكم في فتح وإغلاق قناة مفيض توشكي، بدلًا من إغلاقه بالساتر الترابي حاليًا لرفع كفاءة المفيض خلال فترات الفيضان المرتفعة، وحماية جسم السد العالي خلال الفيضانات العالية. وأوضح الوزير، أنه تفقد خلال زيارته لمشروع توشكي أول تجربة لزراعة الأرز باستخدام الري الحديث والتي تصل احتياجاتها من المياه إلي نصف الاحتياجات المائية للأرز بالأراضي في الدلتا، موضحًا أنه سيتم إعداد تقرير عن هذه التجربة وإمكانية التوسع في استخدامها في المناطق المسموح بزراعة الأرز بها للحد من الإسراف في مياه الري. وأضاف "مغازي"، أنه لن يتم إلغاء غرامات الأرز للموسم الحالي رغم أننا سنتعرض للهجوم بسبب هذا القرار الذي يستهدف مواجهة العجز ألمائي، موضحًا ارتفاع مساحات الأرضي المخالفة إلي مليون و 500 ألف فدان رغم أنه من المحاصيل الأكثر استهلاكًا للمياه مقارنة بالذرة أو القمح، بينما تصل إجمالي المساحات المقرر زراعة الأرز بها إلي مليون و 100 ألف فدان. وشدد علي ضرورة توعية المزارعين بمخاطر المخالفات التي لن يتم إلغاءها في ظل محدودية الموارد المائية لمصر، والتي تتطلب ترشيد الاستهلاك وضمان وصول المياه إلي نهايات الترع وعدم حدوث أية اختناقات في مياه الري. ولفت وزير الري، أن خطط المستقبل في التنمية الزراعية تعتمد علي تنمية المصادر المائية الحالية، وبخاصة المياه الجوفية، موضحًا أنه لدينا تجارب علمية تطبيقية لشحن الخزان الجوفي في عدد من المناطق الصحراوية بالصحراء الغربية، وذلك لاستصلاح مليون فدان ضمن برنامج الرئيس عبدالفتاح السيسي للاستصلاح. وأضاف "مغازي"، أن شحن الخزان الجوفي في عدد من المناطق منها واحة باريس بالصحراء الغربية يستهدف تحقيق التنمية المستدامة فيها، مشيرًا إلي أن اتجاهات المياه الجوفية تكون من الجنوب إلي الشمال وليس من الشرق إلي الغرب في إشارة إلي عدم وصول عمليات الشحن للخزان الجوفي إلي مناطق أخري خارج مصر.