بعد أكثر من ثلاث أعوام علي ثورة يناير، أو ما يسمي بثورة يناير من وجهة نظري التي سوف تغضب الكثير ممن يقرأ هذا المقال، وبعد ما شاهدناه من أحداث وتطورات وصراعات، وظناً منا أنها ثورة شعب سلمية ضد الظلم والقهر، ولكن سرعان ما إتضحت أن الشعب الذي كان في الشارع نصفه ما كان إلا متفرج علي الأحداث، أو مشارك بحسن نية لما يعانيه يومياً من ظلم وقهر وفقر، ولكن كان النصف الأخر ممن كانوا في الميادين وأمام الأقسام والمديريات، يديرون وينظمون هذه المؤامرة التي كادت أن تؤدي بالبلاد إلي تهلكة لا يعلم مداها إلا الله. فبعد ما شاهدناه في محاكمة مبارك في الجلسة التي ترافع بها الدكتور علي الجمل من فيديوهات واعترافات علي شاشات التليفزيون بعد فوضي 25 يناير من السادة السياسيين والإعلاميين، بأن هذه الثورة أقصد "الفوضى" كانت غير سلمية، وكان الهدف الأهم لإتمام هذه الثورة هو القضاء علي الذراع الأمني لها؛ لكي يتنازل مبارك عن الحكم، فمن هنا يتضح لماذا لم أعترف بما حدث بأنه ثورة، وأيضاً نفس هؤلاء السادة من قالوا أن ليست هناك ثورات سلمية. وبعد المشاهد البشعة التي ظهر بها إهانة رجال مصر وعزها من رجال الشرطة، والذين تخلوا عن ملابسهم وكأنهم أمام العدو الصهيوني، والذين سقطوا قتلي هرباً من النيران والموت المحقق لموت أخر أصعب علي أيدي أفراد المفروض أنهم مصريون، وتصوير المشهد علي أن سيارات الشرطة تدهس المصريين الشرفاء، وإتضح أن من كان يقود هذه السيارات من رجال الجماعة الإرهابية. فبعد كل ذلك إذا سألتك، هي كانت ثورة ولا فوتو شوب؟، علي طول تكون الإجابة طبعا كانت فوتوشوب, فوتوشوب علشان اللي ماتوا من الشعب والشرطة علي إيدين مجرمين, فوتوشوب علشان اللي كان فوق سطح الجامعة الأمريكية من رجالة خيرت الشاطر وليس من رجال الشرطة، وكان بيقتل المصريين، فوتوشوب علشان الدكتور اللي تمت ترقيته علي سرقة عربيات السفارة الأمريكية اللي دهست المصريين, وكمان فوتوشوب علشان الأقسام اللي إتحرقت واستغاثة ضباطنا وكأن العدو الصهيوني بقوم بقصفهم بالصواريخ، أه والله فوتو شوب. أنا بعد ما شاهدته علي إحدي القنوات من تحليل للمرافعة، وبعد مشاهدتي للمرافعة كاملة، والله قلبي إتوجع أوي علي بلدي، وعلي إن فيها ناس مجرمين أوي كده وخاينين أوي كده، وعلشان كده لازم الخائن يتحاكم والمسئول عن المذبحة دي يتضرب بالنار، مش يتم إعدامه بحبل، زي ما قتل يتقتل، هو ده قانون الحق والعدل، وأرجو أن لا يغضب أحد من أني سميت يناير فوضي مش ثورة، لأنك لو فكرت شوية والله هتلاقيها كارثه مش حتي فوضي. اللهم سلم بلدي واحفظها من كل شر، واكتب لها النصر دائماً وأبداً يارب العالمين.