قال الدكتور محمد صبحي، أستاذ أمراض القلب بكلية طب جامعة الإسكندرية، إنّ التبغ يعتبر السبب الرئيسي للوفيات المبكرة بأمراض القلب والأوعية الدموية؛ إذ يؤدي التدخين إلى ظهور العديد من المشاكل القلبية الوعائية الخطيرة، مثل الموت المفاجئ الناجم عن التأثير السلبي على التوازن القائم بين حاجة العضلة القلبية للأوكسجين والمغذيات، وحجم التدفق الدموي في الشرايين التاجية. وأضاف صبحي، ل"الوطن"، أنّه تزيد احتمالية الإصابة بالسكتة القلبية في أوساط المدخنين بمعدل الضعفين لدى مقارنتها مع أقرانهم من غير المدخنين، بينما يُمكن للتدخين أن يتسبب باضطراب حاد في ضربات القلب أو في تفاقم الاضطراب، وترتبط مخاطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية طردا مع عدد السجائر المستهلكة في اليوم؛ وفي الوقت ذاته لا يُسهم تدخين السجائر التي تحتوي على نسب أقل من القطران أو النيكوتين في الحد من مخاطر الإصابة بهذا النوع من الأمراض. وأشار إلى أنّ النيكوتين يُسهم في زيادة معدل ضربات القلب، إلى جانب رفع ضغط الدم وتضييق شرايين القلب، وبسبب تصلب الأوعية الدموية التي تضخ الدم إلى القلب وانسداد الشرايين، قد ينتهي المطاف بتدمير عضلة القلب. ومن جهة أخرى، قال إنّ النيكوتين قد يُسهم في الإصابة بمرض الشريان التاجي، ومقاومة الأنسولين، إلى جانب حالات اختلال في تركيبة الدهون في الجسم، ومن الأهمية بمكان أن نُشير إلى أنّ المواد الكيميائية الأخرى تُسهم عادة في زيادة مخاطر الوفاة بسبب الأمراض القلبية الوعائية. وأوضح أنّ أول أكسيد الكربون يعمل على تقليل الأوكسجين الذي يصل إلى أعضاء الجسم وعلاوة على ذلك، يترافق التدخين بشكل كبير مع زيادة مخاطر الإصابة بفرط كوليسترول الدم، وارتفاع ضغط الدم وحتى داء السكري، كما يحد التدخين من فعالية الجهود المبذولة لعلاج الأمراض القلبية الوعائية؛ إذ يتسبب في زيادة معدلات تراكم الصفائح الدموية، والذي يُمكن عادة إدارته من خلال خطة علاج وقائية تشمل جرعات منخفضة من أدوية مسيلة للدم يصفها الطبيب. ولفت إلى أنّه يصعب تثبيت زيادة تراكم الصفائح الدموية الناجمة عن التدخين بهذه الطريقة بشكل فعّال لدى أغلب المرضى المصابين بأمراض القلب التاجية، ويحول استخدام الأدوية المسيلة للدم، دون تشكّل تراكمات الصفائح الدموية الناجمة عن التدخين، غير أنّ التنشيط المتزايد للصفائح قد يحد فعالية الجرعة المنخفضة الأدوية، لا سيما الجرعات اليومية المتناوبة وخصوصا لدى الأشخاص المصابين بداء السكري. وأكد أنّه يفرض هذا على المرضى المصابين بأمراض القلب التاجية ضرورة الإقلاع عن التدخين لضمان فعالية العلاج والحيلولة دون ظهور أي مضاعفات قلبية أخرى، وفي مصر تنتشر أعلى معدلات استهلاك بين الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و 64 عاما.
