قالت مصادر ل«الوطن»، إن الرئيس عبدالفتاح السيسى قرر صعود الطائرة الملكية للقاء عاهل السعودية الملك عبدالله بن عبدالعزيز، تقديراً له، ونظراً لظروفه الصحية. فيما وعد الملك بقرب انعقاد مؤتمر المانحين لدعم مصر. وأضافت المصادر أنه كان مقرراً أن يلتقى الرئيس والملك فى استراحة المطار، وجرى تجهيز كافة المراسم لذلك، إلا أنه مع هبوط طائرة العاهل السعودى بأرض المطار، قرر «السيسى» صعود الطائرة لاستقبال الملك. وأوضحت المصادر أنه كان من المفترض أن يهبط «السيسى» بصحبة العاهل السعودى من الطائرة، بعد توفير أجهزة لتسهيل نزول الملك، إلا أن «السيسى» فضل أن يستمر اللقاء داخل الطائرة، إذا كان النزول سيسبب للملك أى إجهاد، وهو ما حدث بالفعل. ولفتت المصادر إلى أن «السيسى» وُجد فى الاستراحة الرئاسية بمطار القاهرة، قبل وصول الطائرة الملكية التى كانت تُقل العاهل السعودى الملك عبدالله بنحو 20 دقيقة، ورافق الرئيس، المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء، والفريق أول صدقى صبحى وزير الدفاع. وأشارت المصادر إلى أنه فى نهاية اللقاء قدم العاهل السعودى اعتذاره لعدم تمكنه من النزول من الطائرة، فيما قدم له «السيسى» التحية، متمنياً له الشفاء ودوام الصحة. ولفتت المصادر إلى أن لقاء العاهل السعودى، بدأ بتقديم التهنئة ل«السيسى» على توليه الرئاسة، وتأكيد الملك على الدعم السعودى الكامل لمصر، وقال العاهل السعودى إن مؤتمر دعم مصر سيُعقد فى وقت قريب بمشاركة عدد من الدول الخليجية، وتطرق اللقاء إلى ما يحدث فى العراق، وأكد الجانبان على ضرورة أن يكون هناك دور فعال من الدول العربية لإنهاء الأزمة. وأكدت المصادر أن السيسى قدم الشكر للعاهل السعودى على زيارته، مؤكداً أن الشعب المصرى لن ينسى من سانده أبداً، وأوضح للعاهل السعودى أنه سيزور السعودية خلال الأيام المقبلة لبحث سبل دعم وتطوير العلاقات فى الفترة المقبلة. وأذاعت القناة الأولى السعودية فى نشرتها الإخبارية أمس الأول، لقطات من لقاء الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس السيسى، وظهر فى اللقطات الأولى للزيارة مشهد للرئيس «السيسى» أثناء صعوده الطائرة الملكية السعودية، حيث قابل الملك «عبدالله». وفى مقاطع أخرى من التقرير، ظهر الملك عبدالله مرحباً ب«السيسى» بمجرد وصوله إلى الطائرة قائلا: «أهلاً أهلاً فخامة الرئيس»، فبادر «السيسى» بتحيته وتقبيل رأسه، ليكمل الملك «كيف حالك طيب إن شاء الله» فيرد «السيسى» «شرفتنا» ليقول له الملك «الله يخليك ويطوّل عمرك». وبادر ملك السعودية بعد ذلك بالاعتذار من الرئيس المصرى لعدم تمكنه من النزول من الطائرة، قائلاً: «أنا آسف»، وأكمل التليفزيون السعودى بلقطات أخرى عقب هذه الكلمات، تُظهر صوراً ل«السيسى» أثناء مناقشته مع الملك عبدالله. فى الوقت ذاته، أكد اقتصاديون أهمية مبادرة العاهل السعودى الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، بعقد مؤتمر للدول المانحة والصديقة لمصر خلال الفترة المقبلة. وقال فخرى الفقى، المساعد الأسبق للمدير التنفيذى لصندوق النقد الدولى، إنه على الحكومة المصرية وبخاصة وزراء المجموعة الاقتصادية الإعداد الجيد لبرنامج اقتصادى دقيق يحدد الاحتياجات المالية المطلوبة لمصر واستخداماتها وفق جدول زمنى جيد يطمئن الدول المانحة على ما سيقدمونه إلى مصر. وتوقع مشاركة الدول الشقيقة، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت والبحرين والأردن والجزائر بنسبة 85% من حجم الأموال المقدمة، بينما توقع مشاركة دول أوروبية سبقت أن قامت بتقديم منح إلى مصر مثل فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإنجلترا والصين واليابان، وستكون نسبة ما تقدمه كمنحة تعادل 30% من حجم الأموال المقدمة، إلى جانب المؤسسات المالية العالمية والأفريقية والإسلامية والعربية. ودعا الشيخ صالح كامل، رئيس مجلس إدارة الغرف الإسلامية، الدول الداعمة لمصر، سواء من الدول العربية أو الإسلامية أو الأجنبية، إلى الالتفاف حول مبادرة العاهل السعودى، مؤكداً فى تصريحات ل«الوطن» أن اتحاد الغرف التجارية الإسلامية سيتبنى خلال الفترة المقبلة، خطاباً إسلامياً اقتصادياً جديداً، حيث إن التحديات التى تواجه العالم الإسلامى اليوم أخطر من أن تُترك الحكومات بمفردها فى مواجهتها. وفى الإطار نفسه، دعا أحمد الوكيل، رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية، الدول الداعمة لمصر إلى ضخ استثماراتها فى شركات قطاع الأعمال العام التى تحتاج إلى استثمارات ضخمة حتى تعود لمرحلة الإنتاج والربحية، ويمكن للحكومة استغلال العلاقات الجيدة مع السعودية فى الوقت الراهن وتشجيعها على ضخ استثمارات فى تلك المشروعات وإعادة تأهيلها بحيث تكون قادرة على المنافسة محلياً وعالمياً.