أنا من فقد السمع، فهل تحاورني؟!، أنا من فقد النطق، فهل تسمعني؟!، أنا من فقد البصر، فهل تراني؟!، أنا من إختل تكويني، فهل تساندني؟!، أنا من لم يكتمل نموي، فهل تكملني؟!، أنا من فقد الحركة، فهل تعاونني؟!، أنا ذو الحاجة الخاصة سيدي المسئول فليتك بوجودي تشعرني. أنا ذو الحاجة الخاصة، أيها المجتمع، فليتك بالإحترام تبادلني، أنا المبدع، أنا الماهر، أنا الذكاء الخارق، أنا لجمال الحياة ناظر، أنا بالإيمان قوي وبالحمد غني، وبالكفاح ثري، وبالأمال مستمسك وبالوعود متمسك. فلعلك سيدي المسئول تلتفت إليّ وتدرك كم أنا قادر علي تغيير حال هذه الامة، كم أنا منُجز، كم أنا مُبدع، كم أنا مُفكر، كم أنا نقي الرؤية، واسع الحلم، صادق الهدف، فيا ليتك تنتبه إلي كياني، تحترم وجودي، تقدر قدرتي. ويا مجتمعي الجامد الفكر، القاسي الرأي، المتجمد الرؤية والبصيرة، ليتك تبادلني شعورا غير الشفقة، ربما الإحترام، التبجيل، التقدير أو بمعني اصح؛ الإعتراف، الاعتراف بكمالي، بأني لا تنقصني صفة من صفات البشر، ولكن تنقصني حاسة أو ملكة. ليتك تعترف بقدرتي علي الإبداع، الإنتاج والعمل والرقي، ليتك تعترف بأني بشر قد اخطئ ويمكنك معاقبتي، أو أصيب فلا تستعجب من قدرتي علي ذلك، ليتك تؤمن أني أشعر، أشعر بشفقتك وأريد إستبدالها بنظرة تقدير، أشعر بالحب فليتك تسمح لي، أشعر بالكره ولكن أتغاضي، لا أشعر باليأس، ودائما مستمسك بالأمل. ماذا أريد؟!، أريدك سيدي المسئول أن تؤمن بي، وتعتمد علي وتعطيني الثقة، أريدك أيها المجتمع أن تعترف بإنسانيتي، بكوني بشر. أكتب هذا المقال شاعرة بالأسي إذ عرفت أن مصر العظيمة تنعم بمنتخب كرة قدم للصم والبكم حقق عدة بطولات عالمية، ولما عاد خيرة الشباب إلي مصرهم العظيمة لم يجدوا من يستقبلهم، من يكافئهم، من يرحب بهم، من يهتف لهم، من يحتفل بهم؛ لا مسئولًا ولا جمهورًا وجدوا. فهؤلاء هم عماد المجتمع، خيرة الأبناء، هم أساس الإبداع والتميز فليتنا نقدرهم ونميزهم، ونعطيهم بعض الإهتمام.