جرت اشتباكات عنيفة، أمس، فى مدينة بعقوبة العراقية بين قوات تابعة للحكومة العراقية وأخرى مناهضة لها تسعى لفرض سيطرتها بالكامل على محافظة ديالى المجاورة للعاصمة بغداد، بينما أعلن الرئيس الأمريكى إرسال 257 جندياً أمريكياً لحماية المواطنين الأمريكيين والسفارة الأمريكية. وفى اتصال ل«الوطن»، قال عضو المكتب الإعلامى للقيادة العامة لدعم الثورة العراقية أبومصعب العبيدى، إن «الثوار حققوا إنجازات كبيرة وأحرزوا تقدماً واسعاً على الأرض فى محافظة ديالى، ودخلوا إلى مركز المحافظة فى بعقوبة وتجرى اشتباكات عنيفة بينهم وبين قوات أؤكد أنها تابعة لفيلق القدس التابع لقوات الحرس الثورى الإيرانى وعصابات رئيس الحكومة نورى المالكى». وأضاف: «كل السفارات غادرت المنطقة الخضراء بعد أن أصبحت فى مرمى صواريخ الثوار، وتم قصفها أمس الأول ب5 صواريخ، ونفس الشىء حدث فى مطار بغداد، وأوقفنا القصف على بعض المنشآت لأننا نعتبرها ممتلكات عامة للشعب العراقى». وتابع «العبيدى»: «بغداد أصبحت شبه خاوية وفقط الميليشيات التابعة لحكومة المالكى هى التى تجول فى الشوارع وتعتقل السنة وتقتلهم، وأمس الأول قبل تحرير قضاء تلعفر دخل النقيب حبيب إلياس مراد المسئول الأمنى عن معتقل تلعفر المركزى وقتل أكثر من 200 شخصاً أطلق عليهم الرصاص مباشرة وكلهم من السنة». ونفى «العبيدى» ما أعلنته الشرطة العراقية حول عدم سيطرة القوات المناهضة للحكومة على تلعفر، قائلاً: «الثوار يسيطرون بالكامل على قضاء تلعفر، ولا وجود لقوات الأمن فى أى من المدن التى حررناها». فى المقابل، قال قائد عمليات دجلة الفريق الركن عبدالأمير محمد رضا الزيدى، إن «مجموعة من المسلحين نفذوا هجوماً بالأسلحة الرشاشة فى بعقوبة والقوات الأمنية صدت الهجوم». ونفى الناطق باسم الجيش العراقى اللواء قاسم عطا سيطرة المسلحين على بلدة تلعفر شمال البلاد. وقال نائب رئيس مجلس محافظة نينوى، نورالدين قبلان: «هناك 50 قتيلا من المدنيين الذين سقطوا جراء الاشتباكات والرمى العشوائى والقصف فى تلعفر وهناك أيضاً عشرات القتلى من المسلحين والقوات الأمنية». فى سياق آخر، قال الرئيس الأمريكى باراك أوباما، أمس الأول، فى رسالة إلى قادة الكونجرس إن «نحو 275 جندياً بدأوا الانتشار فى العراق لتعزيز أمن الموظفين الأمريكيين وسفارة الولاياتالمتحدة فى بغداد». وقال «أوباما»: «سترسل القوة بغرض حماية المواطنين الأمريكيين والممتلكات الأمريكية إذا اقتضت الضرورة وهى مجهزة للقتال». وأضاف: «ستبقى هذه القوة فى العراق حتى يتحسن الوضع الأمنى ولا تكون هناك حاجة إليها». وقال مسئول أمريكى لشبكة «سى إن إن» الإخبارية الأمريكية، إن «أوباما اجتمع مع طاقم مستشارى الأمن القومى، أمس، إلا أنه لم يتخذ قراراً بعد بشأن ضربة عسكرية للتصدى لميليشيات تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام (داعش) فى العراق». وأضافت أن «من بين الخيارات المطروحة: طلعات جوية تجسسية بطائرات بلا طيار، والتركيز على جمع معلومات استخباراتية، بجانب توجيه ضربة جوية». فى السياق ذاته، قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية مارى هارف: «جرت مباحثات مقتضبة مع إيران فى مجموعة 5+1، أمس، حول العراق، مباحثات جد مقتضبة». وبدأت الأممالمتحدة بإجلاء 58 موظفاً لديها فى العراق باتجاه الأردن، بسبب الأوضاع الأمنية المتدهورة. من جهته حذر رئيس الحركة الشعبية لإنقاذ العراق عدى الزيدى من وقوع مجزرة كبرى فى بغداد إذا لم يحدث تحرك عربى قوى لإدخال جميع الأطراف العراقية فى حوار مباشر، فى ظل تجمع كثير من القوات داخل بغداد. وقال «الزيدى»، فى اتصال مع «الوطن»، إن «كل الدول تتحدث عن الأزمة فى العراق، لكن الدول العربية لم تتحرك، وخاصة دول مثل مصر والسعودية والإمارات، ونعول على مصر فى أن تقود الدول العربية لعقد مؤتمر يجمع كل الأطراف فى العراق والدخول فى مائدة مستديرة للوصول إلى حل». وأضاف أن «السنة تعرضوا لكثير من الانتهاكات بحقهم من حكومة المالكى ونحن نرفض هذا، لكن داعش نخشى أن تقفز على الثورة، وإذا لم نصل إلى حل ستتمدد وطموحها لن يقف عند حدود العراق فقط بل قد يصل إلى سيناء فى مصر». وقال «الزيدى» إن «المناطق التى يتوقف عندها الثوار والجماعات التى معهم تتماشى مع حدود المناطق الشيعية، وإقليم كردستان وتتوقف عندها، أى أنها مرتبطة بمناطق السنة فقط، وهذا أمر خطير لأنه يعنى أن تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات حاضر بقوة». من جهتها، قالت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، أمس، إنه «ينبغى لسياسة الولاياتالمتحدة فى العراق أن تستهدف أولاً دفع البلاد باتجاه تكوين حكومة وحدة وطنية يشكلها السنة والشيعة والأكراد، ويتعين البدء برئيس الوزراء العراقى». وقال وزير الخارجية البريطانى ويليام هيج، أمام مجلس العموم، إن «هناك 400 بريطانى تقريباً يقاتلون فى سوريا، وبعض من هؤلاء يقاتل حتماً مع تنظيم داعش»، وفق تصريحات نقلتها صحيفة «تليجراف» البريطانية.