أكد الدكتور يسري عبدالله، الكاتب والناقد، أن تولي الدكتور جابر عصفور، وزارة الثقافة، يعد تكريسًا لخيال قديم، فمهندس عملية تدجين المثقفين عبر حظيرة وزارة الثقافة زمن فاروق حسني الممتد يعود من جديد، وبما يعني أن الثورة لم تصل الثقافة بعد، وأن دماء الشهداء تذهب سدى، عبر وزير يعين للمرة الثانية بعد أن كانت الأولى في زمن حكومة شفيق أيام موقعة الجمل. وقال، في تصريحات خاصة ل "الوطن": إن الواقع العجوز معنى لا مبنى فحسب، والمُطعم بديكور من المدجنين من خدم الحظيرة وثعالبها الصغيرة، لا يليق بلحظة فارقة من عمر الأمة المصرية بعد ثورتين مجيدتين، وآمال شعبية عارمة صوب عالم أكثر حرية وجمالًا وعدلًا وإنسانية. وأشار يسري، إلى أن الثقافة المصرية تحتاج إلى خيال جديد، بعيدًا عن الفساد المباركي، وعن المتحالفين مع الفاشية الدينية، ومن ثم يمكن مواجهة قوى الرجعية والتطرف، وتدشين حالة ثقافية بامتياز داخل مجرى الحياة المصرية وفي ربوعها المختلفة، حالة تبتعد عن كرنفالية سياسات فاروق حسني وتلاميذه، فتصبح أصيلة بحق، وبما يؤسس لوعي ممكن، قادر على الاستشراف والتخطي، يعد ابنًا لتنوير حقيقي لا مزعوم أو متخيل، يفض فيه التحالف المشبوه بين الفساد والرجعية.