لا أستطيع أن أخفى سعادتى بما يشهده الشارع المصرى الآن، الذى يدفعنى للتفاؤل بالمستقبل، وإن كان ارتباك المهندس إبراهيم محلب فى تشكيل الحكومة الجديدة أثار فى نفسى بعض المخاوف!! فرحت بالرئيس السيسى وهو يقود دراجته فى ماراثون الدراجات، لأننى رأيت فيه رئيساً قوياً، يحاول تجميع الحكومة والشعب بفئاته المختلفة، ليقول إننا فى حاجة إلى الأقوياء الذين يستيقظون مبكراً ويرون فى الرياضة فوائد للاقتصاد كما هى للصحة، والتجميع لا التفريق. لم يشغلنى الحديث عن عدم توافر الطرق المناسبة لسير الدراجات، فالفكرة قبل الطريق الذى يصنعه الرجال عندما يعرفون أنها إرادة، كما أنها أمنية رئيس. احترمت الرئيس الذى أعاد للمرأة المصرية بعض اعتبارها، عندما زار السيدة ضحية الوحشية والانتهاك الجسدى فى ميدان التحرير، وجاء اعتذاره لها ولكل نساء مصر، بمثابة تحول كبير فى أسلوب تعامل أجهزة الدولة والمجتمع المدنى مع ظاهرة التحرش التى أغمضنا عنها عيوننا طويلاً، فرأينا حملات مكثفة للشرطة والمسارعة بالقبض على المتحرشين، حتى الذين ظهروا من خلال اليوتيوب، وأتمنى أن تخصص الداخلية وحدة خاصة سريعة الانتشار لمواجهة التحرش، مع إسراع القضاء بإيقاع أقصى عقوبة فى أسرع وقت مع استمرار التركيز الإعلامى لتجريس المتحرشين!! نعم سرق من فرحتنا اعتداء أحد الضباط فى الجيزة بالضرب على سيدة كانت تريد التحدث إلى المحافظ، وكنا نتمنى أن نسمع بسرعة عن إيقاف هذا الضابط وإحالته إلى النيابة، ومع هذا سنظل مقدرين للداخلية ولشرفائها هذه الجهود الكبيرة لإزالة الإشغالات من الشوارع، والعودة لتطبيق قانون المرور بتوقيع الغرامات على من لا يربط حزام الأمان أو يتحدث فى الموبايل أو يسير عكس الاتجاه، فمن لا يشكر، ليس من حقه أن ينتقد!! كفانا فوضى، لقد مللنا، وإذا انضبط الشارع، سينضبط العمل، وسيقبل الشعب النظام طالما القانون ينطبق على الكل، بلا تفرقة أو تمييز، الناس ستستجيب لأنها عانت طويلاً من غياب الدولة، والآن حان وقت الرجوع إلى أحضانها، وما أحلى الرجوع إليها!! أما ما أزعجنى من رئيس الوزراء إبراهيم محلب، الذى أقدر جهوده، وبعيداً عن تشكيل الحكومة الذى ربما يكون قد أعلن وأنت تقرأ هذا المقال، فإن الارتباك الذى ساد اختيار الوزراء الجدد، وصعوبة تقديم وجوه جديدة، والإبقاء على وزراء غير ناجحين لعدم وجود بدائل، أمور تدفع للإحباط، لأن هذا يعنى عدم وجود كفاءات، وكأنه لا يرى دوراً للشباب ولا يجد بينهم موهبة أو عدم اكتشافهم، أو هم ليسوا من أصحاب الحظوة! لن يكون مقبولاً أن يتعلل «محلب» بضيق الوقت، فهو يرأس الوزارة منذ شهور، ويعلم أنه سيشكل الوزارة الجديدة، فلماذا لم يستعد لهذا اليوم؟! مصر ستكون أجمل، ولكنها كما تحتاج إلى دراجات للمساعدة فى حل مشكلة المرور، تحتاج إلى عقول ذرية تقود الصواريخ الحاملة للأفكار والأحلام، فهل نمنح الفرصة لهذه العقول؟!