7 سنوات لم يغادر فيها هشام عبدالجواد موقعه على عربة «الكبدة» فى منطقة دار السلام، فهى مصدر رزقه الوحيد منذ خروجه على المعاش، ينفق من خلالها على 5 أبناء، يعيشون فى غرفة صغيرة، ويقول: «معاشى 400 جنيه، والعربية هى اللى معيشانا، هعمل بعد حملة إزالة الإشغالات اللى طالت عربية الكبدة، كان يوم صعب علىَّ». رآهم «هشام» وهم يرمون بضاعته، ويضعون عربته على سيارة، شعر بالكارثة التى ستحل عليه، ودارت فى ذهنه أسئلة كثيرة منه كيف سينفق على أبنائه؟ إلا أن الرجل الستينى استقبل القرار برضا قائلاً: «هو فيه حد ممكن يخرج عن طوع الحكومة؟»، يدرك أنه لن يستطيع تغيير القرار وأن الوقت ليس سانحاً للمظاهرات الفئوية، ويقول: «مش معترض على اللى الحكومة بتعمله، وعندى استعداد مرجعش بالعربية تانى الشارع، أنا باستنى اليوم اللى البلد تتظبط فيه، بس يوفروا لى شغلانة أو مكان سليم للعربية عشان نعيش منه». وأضاف: «أنا تعبت لحد ما جبت فلوس العربية واشتغلت عليها، ومعاشى اللى طلعت بيه من السكة الحديد مش بيكفى علاجى». يمر «هشام» على مكانه يومياً، يتحسر على حاله، يفكر فى بديل، ثم يعاود أدراجه، ويقول: «أنا مريض بالسكر، وزوجتى مريضة، وثمن الأدوية أكبر من معاشى، الحكومة مفكرتش هصرف منين بعد ما يشيلوا العربية.. أنا مش معترض على الإزالة، بس عايز حل يخلينى أشتغل وأصرف على بيتى».