رحب سياسيون، بزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى، لضحية حادث التحرش فى ميدان التحرير، بمستشفى الحلمية العسكرى، أمس، واعتذاره عن الحادث الذى يمثل سلوكاً منافياً لأخلاق المصريين، ودخيلاً على المجتمع، مؤكدين أن الزيارة تمثل لفتة إنسانية، ودلالة قوية على التحام الرئيس بجميع المصريين، وأنه غير منفصل عن آلامهم ومشاكلهم اليومية. قال الدكتور جمال سلامة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، ل«الوطن»، إن زيارة «السيسى»، للسيدة التى تعرضت لحادث التحرش فى المستشفى، حيث تخضع للعلاج، لها مدلول إنسانى عظيم، لأن هذه هى المرة الأولى التى يزور فيها رئيس الجمهورية، حالة تعرض للتحرش، مضيفاً: «هذه المرأة كانت موجودة فى الميدان للاحتفال بفوز السيسى، وزيارته لها إنسانية فى المقام الأول، ولم تكن متوقعة، كما لم نعتد أن يعتذر أحد الرؤساء عن أى حادث لا علاقة له به، ومن المتوقع سن قوانين جديدة، أو تغليظ العقوبات لكل من تسول له نفسه الإقدام على مثل تلك الجريمة». وشدد على أن رئيس الجمهورية، هو المسئول الأول عن تفعيل وتوافر الأمن للمواطنين، فى أى مكان، لافتاً إلى أن الإعلام لعب دوراً مهماً فى تسليط الضوء على جرائم التحرش مؤخراً، ومحاربتها، ويأتى الآن دور الأجهزة الأمنية للحد منها والقضاء عليها. وقال الدكتور حازم حسنى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن زيارة «السيسى» للضحية، تمثل لافتة إنسانية من الطابع الأول، مشيراً إلى أن الحادث جاء نتيجة الانفلات الأمنى، المتراكم منذ قيام ثورة 25 يناير، وتنحى حسنى مبارك، الرئيس السابق عن الحكم. وأضاف: «على السيسى أن يعطى الأولوية فى المرحلة المقبلة لاستعادة الأمن فى الشارع، من أجل خفض معدلات الجريمة بشكل عام، والتحرش بشكل خاص بعدما انتشر مؤخراً فى مصر، كما عليه العمل على تغير الثقافة العامة للمجتمع، لمواجهة تلك الظواهر الدخيلة على أخلاقنا، واستعادة روح الشهامة والنجدة التى كانت صفة أساسية للمصريين، حتى تعود حالة الانضباط والاتزان الأخلاقى، للمجتمع مرة أخرى، ولتجنب سقوط ضحايا جديدة للتحرش». وقال عمرو على، عضو تكتل القوى الثورية، إن زيارة ضحية التحرش، تعكس صدق ما قاله «السيسى»، خصوصاً فيما يتعلق بمنهجه، وحديثه عن المصارحة، واتجاهه للتواصل مع الناس، وإعادة الانضباط للشارع وهيبة الدولة، واستعادة القيم والأخلاق المجتمعية». وأضاف «على»: «أعتقد أن توجيهات الرئيس سواء بتشكيل لجنة وزارية لبحث الأمر، أو توجيهاته لوزارة العدل، ستأتى ثمارها سريعاً، من خلال إصدار تشريعات جديدة، أو تغليظ العقوبات الخاصة بجرائم التحرش»، مشيراً إلى أن الزيارة تمثل لفتة إنسانية، ومحاولة للتخفيف من آلام ومعاناة الضحية. وتابع: «أعتقد أن حالة التحرش متعمدة، وهو ما أكدته الضحية، من أجل ترهيب النساء أو الانتقام من المرأة التى احتشدت فى الشوارع، وشاركت بكثافة فى الانتخابات الرئاسية، واحتفالات تنصيب السيسى». من جانبها، قالت داليا زيادة، مدير مركز ابن خلدون، إن زيارة «السيسى» دليل على اهتمامه بمعاناة المرأة المصرية، والمشاكل التى تواجهها، وتعاطفه معها، كما تعبر عن رغبة الرئيس فى التخفيف من هموم وآلام المصريين، ومواساة ضحاياهم، والتسرية عنهم. مضيفة: «السيسى، قادر على إدارة شئون البلاد، بقوة وحكمة، والزيارة والاعتذار للضحية، تكشف تغييراً جذرياً فى ثقافة رئيس الجمهورية، تجاه مشاكل وقضايا المجتمع، والأزمات التى تواجهه»، مطالبة بإصدار قوانين وتشريعات حازمة وصارمة لردع كل من تسول له نفسه الإقدام على تلك الجريمة، ليكون عبرة لغيره.