نعم إلا عقيدتنا وإلا القرآن وإلا رسول الله عليه الصلاة والسلام.. تلك خطوط حمراء من يدنو منها فلا بد من معاداته ولا بد من القصاص منه لتجرؤه على ديننا وقرآننا ورسولنا عليه أفضل الصلاة والسلام.. فهم بالنسبة لنا أعز من أبنائنا وأوطاننا وأنفسنا. ولكن دعونا نتعقل ونحكم المنطق بالنسبة لأزمة ذلك الفيلم المسىء للرسول عليه الصلاة والسلام.. فقد قامت الدنيا فى مصر والعالم الإسلامى ضد أمريكا والإدارة الأمريكية.. وأمريكا والإدارة الأمريكية لم تصنع ولم ترعَ صناعة هذا الفيلم المقزز.. بل صنعه حفنة ممن يطلقون على أنفسهم زعماء أقباط المهجر الذين يريدونها فتنة طائفية ويريدونه تقسيماً لمصر.. وهؤلاء، «وقد قابلت أحدهم منذ عدة أعوام»، مجموعة من الشواذ نفسياً وعقائدياً وفكرياً، بل أكاد أجزم مختلون عقلياً.. وأكاد أجزم أيضاً أنهم مجموعة أو حفنة من الفشلة احترفوا كراهية مصر والإسلام ويقتاتون من ذلك.. ويحركهم ويلهب حماسهم حب الظهور وكاميرات الصحافة.. وقد استطاعوا أن يوقعونا فى الفخ، خاصة الصحافة المصرية والعربية وأجهزة الإعلام بحيث إذا سعل أحدهم فى نيويورك أفردت لذلك صحفنا مانشيتات ممهورة بصورهم.. وأصبحوا «لغبائنا الإعلامى» يقتاتون على مائدة الصحافة وأجهزة الإعلام المصرية والعربية، فتصريحاتهم التافهة والمختلة عقلياً وفكرياً تفرد لها صحافتنا المانشيتات، ومؤتمراتهم التى لا يتجاوز عدد الحضور فيها العشرين مختلاً عقلياً تتبارى صحفنا فى تغطية فعالياتها التافهة.. وقد تحالفوا مع ذلك القس الأمريكى المعادى للإسلام والذى بنى شهرته على خلفية دعوته لمؤتمر عالمى يحرق فيه القرآن الكريم.. وقد تحالفوا أيضاً مع الصهيونية العالمية للنيل من وحدتنا الوطنية وعلاقتنا بأمريكا والعالم الغربى.. ولسذاجتنا نالوا ما يريدون وأصبحت أسماؤهم وصورهم تملأ الصحف ووسائل الإعلام، وأصبحت علاقتنا بأمريكا والغرب فى أسوأ حالاتها، وأصبح نسيج وحدتنا الوطنية مهدداً. ولذلك أطالب الزعماء والرؤساء العرب وشيخ الأزهر وبابا الكنيسة بأن يتحركوا دولياً لاستصدار قانون دولى من الأممالمتحدة يجرم المساس بالمعتقدات الدينية والكتب السماوية والأنبياء والرسل، وأن تكون هناك محكمة دولية تحاكم وتعاقب عقوبات مغلظة كل من تسول له نفسه المساس بتلك الخطوط الحمراء وأولها بالطبع الذات الإلهية. وأعتقد أنه ليس من حرية الفكر والإبداع النيل من الذات الإلهية والمعتقدات الدينية، ولا بد من انضمام جميع دول العالم لهذا القانون وخضوعها له.. إذا فعلنا ذلك نكون قد اقتلعنا الفتنة من جذورها.. خاصة وقد عجزت الولاياتالمتحدةالأمريكية بدعوى حرية الفكر والإبداع عن منع الفيلم المسىء، كما عجزت من قبل عن منع عرض فيلم «شفرة دافينشى» التى ثارت الكنائس فى جميع أرجاء العالم مطالبة بمنع عرضه لخوضه وتشكيكه فى صلب العقيدة المسيحية.. ويكفى أنه أظهر المسيح عليه السلام متزوجاً من مريم المجدلية ومنجباً منها أطفالاً.. إلى آخره من خزعبلات تتنافى مع الواقع ومع العقيدة المسيحية.. وكذلك عجزت أمريكا ودول غربية عن منع فيلم «الحياة الجنسية للمسيح» والعديد من الأفلام الجنسية الفاضحة عن المسيح عليه السلام وعن أمه مريم عليها السلام. أما الصحافة وأجهزة الإعلام فى مصر فأتوسل إليها أن يتقى رؤساؤها الله بمنع وحجب تصريحات وأخبار من يسمون أنفسهم زعماء أقباط المهجر، فبمنع أخبارهم وتصريحاتهم ستنطفئ شموعهم التى نوقدها لهم نحن. ونأسف لجنابك يا سيدى يا رسول الله، فبضعفنا وهواننا على أنفسنا تجرأ على قدسيتك حفنة من السفلة والمختلين عقلياً ونفسياً ووجدانياً.. والله من وراء القصد.