يرى مؤلف كتاب «عقيدتنا»، المقرر على طلاب معهد إعداد الدعاة، أن الإيمان بالأولياء وكرامات الأولياء مكون رئيس من مكونات العقيدة السليمة للمسلم. ويسرد فى هذا المقام مجموعة من الحكايات التى تثبت كرامات الأولياء من صحابة النبى، عليه الصلاة والسلام، وكيف أنهم أتوا بالمثير والمدهش من الأفعال وصنعوا الأعاجيب. عدة حكايات وردت فى هذا الكتاب من بينها: حكاية أم أيمن التى خرجت مهاجرة، وليس معها زاد ولا ماء، فكادت تموت من العطش، فلما أن كان وقت الفطر، وكانت صائمة، فإذا دلو معلق فوق رأسها، فشربت منه حتى رويت، وما عطشت بقية عمرها. وحكاية «سفينة» مولى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عندما أخبر الأسد بأنه رسول لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، فمشى معه الأسد حتى أوصله مقصده. وحكاية «خالد بن الوليد» الذى حاصر حصناً منيعاً، فقالوا لا نسلِّم حتى تشرب السم، فشرب فلم يضره». ربما كان لمثل هذه القصص تأثيرها على أجيال سابقة، كانت تعيش على الحكايات والأساطير، لكن عقل الأجيال الجديدة التى تجد نفسها اليوم فى حالة خصومة مع الدين لا تجد فى مثل هذا الكلام قيمة أو معنى، لأنه يقوم على نفى العقل الذى يصعب عليه قبول أن إنساناً يشرب فما يعطش بقية عمره، وأن آخر يخاطب حيواناً فيفهم الحيوان لغته ويفهم هو لغة الحيوان فيوصله إلى مقصده، كذلك ما يتعلق بشرب الإنسان للسم مع عدم الضرر. فأى عقل هذا الذى يقبل مثل هذه المضامين التى لم تحدث مع الرسول نفسه، صلى الله عليه وسلم. إنها حكايات تتشابه مع «الأفلام الدينية» ذات الطابع الكاريكاتيرى، مثل ذلك المشهد الذى رجمت فيه رابعة وثوبان بالحجارة فطاشت من حولهما، فى وقت تحكى لنا كتب السيرة فيه أن صبيان الطائف قذفوا النبى بالحجارة حتى أدموه صلى الله عليه وسلم. هذا الكلام يدعم فكرة وعقلية «الدروشة» التى تسيطر على بعض المتدينين المصريين، بداية من البسطاء من أبناء الشعب، وانتهاءً بمشايخه وبعض كباره. فتجد البسطاء يتمسحون بالأضرحة ويرسلون الرسائل ويرفعون مظالمهم إلى أولياء الله الصالحين كى يتفاهموا لهم مع «الحكام» من أجل حل مشاكلهم ورفع الظلم عنهم، ولا يتردد «الحكام» أنفسهم فى اللجوء إلى العرافين لقراءة طوالعهم، ومن لا يذهب يأتيه «الخبر» وهو «نائم» ويقول له الهاتف سنمنحك كذا أو سنساندك فى كذا.. وهكذا!. والأصل فى المسألة يرتبط بتلك الحكاوى التى يبثها الدعاة الرسميون ومن يحذو حذوهم ويتفوق عليهم فى أحيان من الدعاة غير الرسميين، فإذا كان دعاة «الأوقاف» يتحدثون عن الأسد الذى تكلم وفهم من يتكلم، و«الزرنيخ» الذى لم يؤثر فى شاربه، ودلو المياه الذى لا يظمأ من يشرب منه، فماذا نتوقع من غيرهم؟. العجيب فى الأمر أن نجد المشايخ والدعاة والرسميين يخرجون علينا متحدثين بحزن وهلع عن الشباب الذى ضجر من هذا «التفكير الضال» واتجه إلى الإلحاد، مع أن ذنبه فى «رقابيهم» جميعاً.