"نحن مسلمون وطنًا ونصارى دينًا، اللهم اجعلنا نحن المسلمين لك، وللوطن أنصارًا، اللهم اجعلنا نحن نصاري لك، وللوطن مسلمين"، بتلك المقولة اشتهر المفكر المصري في حقبة الخمسينيات، وزير المالية الأسبق، مكرم عبيد باشا، الرجل الوحيد الذي شارك في تشييع جنازة حسن البنا، في الوقت الذي منع فيه البوليس السياسي، الأمن الوطني حاليًا، من حضور الرجال لتلك الجنازة. وُلد مكرم عبيد في 25 أكتوبر عام 1889 بمحافظة قنا، لعائلة من أشهر العائلات القبطية وأثراها، درس القانون في أكسفورد، وحصل على ما يعادل الدكتوراه في عام 1912، وتمر اليوم الذكرى ال53 لرحيل أشهر خطيب سياسي مصري والذي توفي 4 يونيو 1961. في عام 1913م عمل سكرتيرًا للوقائع المصرية، واُختير سكرتيرًا خاصًا للمستشار الإنجليزي طوال مدة الحرب العالمية الأولى، ولكن بسبب كتابته رسالة في معارضة المستشار الإنجليزي "برونيات" شارحًا فيها مطالب الأمة المصرية وحقوقها إزاء الإنجليز، استغنوا عنه، فعُين أستاذًا في كلية الحقوق. كان مكرم عبيد، أحد الرجال المقربين للزعيم الراحل سعد زغلول، ولذلك وقع الاختيار عليه ليكون سكرتيرًا لحزب الوفد عقب وفاة زغلول، وهو صاحب فكرة النقابات العمالية وتكوينها، والواضع الأول لكادر العمال في مصر، وتوفير التأمين الاجتماعي لهم، وواضع نظام التسليف العقاري الوطني، كما أنه صاحب الأخذ بنظام الضريبة التصاعدية للدخل.