إنه عهد جديد لمصر والأمة العربية كلها، لقد تحدثت مصر عن نفسها بقوة، حين اختار شعبها طريقه ونهجه بإرادة حرة، ومن خلال انتخابات نزيهة شهد لها العالم كله، وكانت نتيجتها فوزاً كاسحاً لعبدالفتاح السيسى رئيساً لأرض الكنانة. وها هى الشراكة الاستراتيجية الثلاثية بين الإمارات والسعودية ومصر، تعلن عن نفسها بقوة، من خلال رسالتى التهنئة اللتين بعث بهما صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عاهل المملكة العربية السعودية، إلى الرئيس المنتخب عبدالفتاح السيسى. أكثر من رسالة قوية ومعبرة وواضحة، جاءت فى برقيتى التهنئة من قيادتى الإمارات والسعودية، ومن هذه الرسائل، أن هذه الدول الثلاث مصممة على المضىّ قدماً بلا هوادة فى مواجهة الإرهاب واستئصاله من المنطقة العربية، والرسالة الثانية المهمة، هى مواجهة ما أطلق عليه البعض «الفوضى الخلاقة»، التى كانت وما زالت تهدف إلى بعثرة أوراق المنطقة العربية، والإجهاز على النظام العربى كله، لصالح ما سمى بالشرق الأوسط الجديد أو الكبير. ولا شك أن ثورة الثلاثين من يونيو فى مصر، وجهت ضربة قاضية لهذا المخطط الشيطانى، وكان لا بد أن تسارع الإمارات والسعودية، بدعم هذه الثورة وبالوقوف الصلب مع شعب مصر، ليس من أجل مصر فقط، ولكن أيضاً من أجل أمة العرب التى أراد لها الأعداء وأذنابهم من الإرهابيين أن تكون حمّامات دم وركام دمار، ويوشك المخطط الشيطانى أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، بفضل حكمة قيادتى الإمارات والسعودية، وإدراكاً منهما أن أرض الكنانة هى رمانة ميزان العروبة، وأن سقوطها أو التآمر عليها يمثل خطراً داهماً على الأمة كلها. وقد جاء تأييد الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبوظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لدعوة الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالأمس إلى عقد مؤتمر للمانحين ليؤكد تطابق الرؤية الإماراتية السعودية لمستقبل مصر واتفاق البلدين على دعمها فى المرحلة المقبلة. وكان سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، قد تحدث منذ أيام بكل وضوح وقوة عن دعم مصر لتتجاوز الأوضاع الصعبة التى تمر بها. إنها مرحلة جديدة من العمل العربى بقيادة الدول الثلاث، وهى مرحلة جديدة للعمل العربى المشترك الحقيقى الذى يتجاوز الأقوال والبيانات، ليدخل مباشرة حيز الأفعال والإنجاز لصالح شعوب هذه المنطقة التى عانت طويلاً من الإرهاب والتدخلات الخارجية.. ودعوة خادم الحرمين للجميع إلى دعم مصر وتأكيده أن «كل من يتخاذل عن دعم مصر لا مكان له غداً بيننا»، تؤكد حرصه على شراكة الجميع فى المرحلة المقبلة. إننا على ثقة بأن المرحلة المقبلة ستشهد تغيراً نوعياً وإيجابياً بفضل حكمة قيادتى الإمارات والسعودية، ومعهما القيادة المصرية الجديدة، التى يقف على رأسها عبدالفتاح السيسى، الذى حظى بإجماع شعبى لافت، كل هذه المعطيات تجعلنا نؤكد أن الغد سيكون أفضل بإذن الله.