على طريقة «اضرب المربوط يخاف السايب».. لم يحد مقاول طريقة لإرهاب سكان أحد العقارات التى يمتلكها، وإثنائهم عن التفكير فى مطالبته بالالتزام ببنود العقود الخاصة بشققهم، سوى الاعتداء على محامٍ شاب، قادته الظروف لشراء شقة لديه، وبسبب طلبه إنهاء التشطيبات بالشقة، استعان بالبلطجية، ولقنوه علقة ساخنة بالأسلحة البيضاء والنارية والعصىّ، حتى يجعله عبرة لباقى السكان. التقت «الوطن» المجنى عليه، هو محامٍ تبدو عليه ملامح الطيبة، سيد أبوسديرة «35 سنة» روى لنا مأساته مع صاحب العقار. قال سيد: كان حلم حياتى أن أشترى شقة تمليك لأنها بالنسبة لى، قبل أن تكون استقرارا فهى بداية لطريق النجاح، مرت الأيام والسنوات وأنا أوفر وأحرم نفسى من أشياء كثيرة، ومع ذلك أنظر إلى أسعار الشقق فأشعر بالإحباط، ولأننى أجد ما وفرته لا يساوى حتى ربع ثمن الشقة، إلى أن شعرت بكبر سنى، وبدأت أسرتى تطالبنى بالبحث عن بنت الحلال، حتى لاتسرقنى الأيام، وأجد نفسى وقد تخطيت سن الزواج. أخبرنى والدى أنه سيساعدنى فى ثمن الشقة وذلك لأنه يمتلك قطعة أرض بالصعيد هو وأشقاؤه، ورغم أننى لست أكبر إخوتى، فإننى سلكت طريق التعليم، مما أخرنى فى الخروج إلى سوق العمل والكسب، وذلك أيضاً لقلة إمكانياتى فى التعامل مع الحياة. بدأت البحث عن زوجة، فوجدت زميلة لى على خلق وقررت أن تصبح زوجة المستقبل، كان أول سؤال وجهه لى والدها أثناء مقابلة أسرتى لأسرتها: «هل لدىّ شقة؟»، فتولى والدى الإجابة، وقال لهم: «نحن نبحث له عن شقة تمليك وقريباً يوفقنا الله فى شرائها لأن المبلغ الذى يمتلكه ابنى يجعلنا نبحث فى أماكن معينة. مرت 6 أشهر على الخطوبة، وسافر والدى إلى الصعيد لبيع نصيبه فى الأرض، ولكن ظروف البلد الاقتصادية حالت دون البيع، وكرر السفر إلى الصعيد أكثر من 8 مرات، وذلك لأنه يرفض أن يبيع الأرض لأى شخص غريب، وفى النهاية أعطاه عمى مقابل نصيبه فى الأرض. اعتقدت أنه ببيع والدى لنصيبه فى الأرض فإن كل شىء قد انتهى، ولكن لم أعلم أن المشكلة قد بدأت لتوها، بدأنا رحلة البحث عن شقة، وذهبنا إلى عدة مناطق ولكن لقلة المبلغ اضطررنا للبحث فى العشوائيات، ولجشع وغياب ضمير أصحاب العقارات فقد كنت دائماً متمسكاً بأن أكتب عقداً يضمن لى جميع حقوقى من صاحب العقار، لأن مثلى لا يستطيع أن يأخذ حقه سوى بالقانون، ولا يصح أن يخترقه، وهو يطالب بتطبيقه واحترامه. كان أول تنازل قدمته هو الموافقة على شراء شقة فى عقار دون رخصة بناء، لأن المبلغ الذى رصدته لشراء الشقة قليل، وأى شقة مرخصة فإن ثمنها ضعف المبلغ الذى امتلكه خمس مرات. كتبت العقد مع المقاول صاحب العقار، وكانت العمارة فى المراحل النهائية من البناء، واشترطت فى العقد أن يقوم المقاول بعمل التشطيبات الخاصة بالعقار، وقام بتسليمى الشقة فى الموعد المحدد ثم قامت ثورة 25 يناير، وللأسف وجدته شخصاً آخر، وعندما طالبته بعمل التشطيبات الخاصة بالشقة، قال لى: «ربنا يسهل يا أستاذ»، وتركت الموضوع لأننى اعتقدت أن ظروفه المالية مثل كل الناس بعدالثورة. تزوجت، ولم أرَه إلا مرات قليلة وكنت أذكره، فيرد علىّ قائلاً: «قلت لك لما ربنا يسهل يا أستاذ»، إلى أن حضر بالعمال لاستكمال أدوار زائدة بالعقار، ونصحته بأن ذلك يهدد أرواحنا ولكنه لم يعطنى أى اهتمام، فهددته بإبلاغ الجيش، طرق باب الشقة ولما فتحت وجدته ومعه أكثر من 5 بلطجية، يحملون الأسلحة البيضاء، وقاموا بالاعتداء علىّ. أصابونى أثناء مقاومتى لهم بجرح فى ذراعى بعد ضربى بسيف، وقال لى «المعلم»: «علشان تروح تبلغ الجيش بالمرة»، وكان ذلك أمام جميع السكان دون تدخل من أحد، ووجه كلامه لكل السكان: مافيش تشطيب واللى عايز يعمل حاجة يعملها على حسابه، واللى مش عاجبه يقول، فقامت زوجتى بالاتصال بالإسعاف والنجدة وأخذونى إلى المستشفى وتمت خياطة الجرح بأكثر من 16 غرزة. لم أحصل على حقى من صاحب العقار، وظل المتهم يمارس كل الأفعال المخالفة للقانون، ويفرض سيطرته على السكان وملاك الشقق، وهذه حكايتى أنا والمجرم، التى بدأت ولم تنتهِ.