تحرك الضابط أحمد محمد كامل، وعناصر دوريته، بسرعة، لمطاردة مجموعة من المهربين، بعدما أبلغ قيادة كتيبة حرس الحدود بمنطقة الدهوس بالوادى الجديد، كان العمل روتينياً، تبادل كثيف لإطلاق النار، ينتهى كما كان دوماً، باستسلام المهربين، لكن الأمر لم يجر كما العادة هذه المرة، فالمهربون الذين ضيقت قوات حرس الحدود الخناق عليهم، كان لهم مخطط آخر، هو الانتقام من الجنود. استدرج المهربون دورية حرس الحدود إلى منطقة جبلية وعرة شمال واحة «الفرافرة»، ليفاجأ الجنود بفخ نصبته مجموعة مسلحة أخرى... يحاول الضابط وجنوده الخمسة الدفاع عن حياتهم، لكن رصاصات الغدر تنجح فى حسم المعركة، ويسقط الستة قتلى، لينضموا إلى مواكب شهداء الوطن. ولم يكتف المهربون، الذين لجأوا ل«خط الفرافرة» بعد إحكام الجيش قبضته على الحدود مع ليبيا فى الشمال والجنوب، وأعماهم الغضب والطمع، بقتل الشهداء الستة، فقد قاموا بالتمثيل بجثثهم، وتجريدهم من ملابسهم وسرقة متعلقاتهم وأسلحتهم، وتركوهم على جانب الطريق، لتعثر عليهم دورية أخرى تحركت للبحث عنهم فور انقطاع الاتصال بين قيادة الكتيبة والضابط الشهيد. وعلى الفور أطلقت قوات الجيش عملية عسكرية موسعة، للثأر للشهداء الستة وضبط المهربين، ودفعت بطائرات من طراز «الشنوك» وقوات من الصاعقة والمظلات المحمولة جواً، لمداهمة البؤر التى يستخدمها المهربون، والقصاص للشهداء من المجرمين. واكتست قرى الشهداء الستة بالسواد، فور علمها بالخبر، ورفع الأهالى شعاراً ومطلباً وحيداً: «ننتظر الثأر.. وكلنا فداء لمصر». الأخبار المتعلقة: خبراء عسكريون: حادث الواحات «إرهابى» والتمثيل بالجثث ليس أسلوب المهربين المتحدث باسم الطب الشرعى: الجناة لم يعذبوا شهداء الوادى الجديد وقتلوهم ب 15 طلقة «الفرافرة»: هنا قُتل الجنود.. ثغرة المهربين وسط بحر الرمال «الوطن» تكشف العالم السرى لتهريب السلاح والمخدرات على الحدود الغربية خبراء: انفراد «رصد» بخبر استشهاد الجنود يكشف تورط «الإرهابية» فى الواقعة الحزن يخيم على قرية «باروط» فى وداع الشهيد عامر قوى إسلامية تدين اغتيال جنود الجيش بالواحات.. وتطالب بالقصاص أهالى مركز ناصر ببنى سويف يودعون جثمان شهيد الجيش «السنابسة» و«دندرة» تتشحان بالسواد على شهيدى «مجزرة حرس الوادى» عصابات التهريب تقتل ضابطاً و5 جنود على أطراف «الفرافرة»