مع بزوغ الفجر، تركت فراش المرض، نادت ابنتها التى ترافقها فى المستشفى، لتجهز لها «توك توك» يقلها للجنتها الانتخابية بمدرسة التوفيقية. قرار «زينب محمد»، التى تخطت ال70 سنة، أدهش العاملين بالمستشفى، فحالتها لا تساعدها على الحركة نظراً ل«70 غرزة» فى قدميها، ولكن أحدهم لم يستطع الاعتراض، بعد أن صرخت فيهم «صوتى أهم من حياتى». لم تكن السيدة السبعينية وحدها صاحبة قرار التصويت رغم المرض، فالرسالة نفسها حملها ممدوح إبراهيم، ابن الشرقية الذى جاء إلى اللجنة بسيارة إسعاف لم تمنعه إعاقته ومرضه عن الإدلاء بصوته، حيث يعانى من شلل رباعى جعله طريح الفراش، ويخضع للعلاج بمستشفى تابع لجمعية الوفاء والأمل منذ أشهر. لكنه صمم على ترك المستشفى للإدلاء بصوته». الأمر تكرر فى أسوان، مع إلحاح «إبراهيم البرنس»، 60 سنة، أحد منسقى ائتلاف القبائل العربية، على طبيبه للموافقة على مغادرته المستشفى، للإدلاء بصوته فى الانتخابات الرئاسية. وفى الإسماعيلية، جلست الحاجة «إلهام صديق»، 50 سنة، على الرصيف المقابل لمدرسة عاطف بركات الابتدائية، تلتقط أنفاسها بعد وقوفها طويلاً فى الطابور للتصويت: «خرجت من المستشفى ساعة زمن عشان أصوّت».. إلهام التى تعانى حمى شديدة، واحتُجزت داخل مستشفى هيئة قناة السويس للعلاج، أصرت على الخروج للتصويت، رغم تحذيرات الأطباء، «كتبتُ إقراراً على نفسى أننى المسئولة عن أى تدهور يحدث نتيجة خروجى من المستشفى».